الشارقة -وام
برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة .. افتتح الشيخ محمد بن سعود القاسمي عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة المالية المركزية في الشارقة اليوم الملتقى الدولي لخدمات كبار السن في دورته السادسة تحت شعار "المدن المراعية للسن" والذي تنظمه دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
بدأ الحفل - الذي أقيم على مسرح الجامعة القاسمية - بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات وتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الدكتور محمود فكري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط كلمة رحب فيها بالحضور ومهنئا ببداية العام الهجري 1439 مبديا سعادته بالمشاركة في الملتقى الدولي السادس لخدمات كبار السن.
وأفاد الدكتور محمود فكري بأن إمارة الشارقة نفذت مبادرة المدن المراعية للسن بفاعلية واضحة في العديد من مدن الإمارة وبذلك قد أحرزت الشارقة - وهي المدينة النابضة بالحياة - تقدما ملحوظا في إتاحة البيئة المراعية لمواطنيها من كبار السن وضربت مثالا تحتذي به سائر المدن ليس داخل دولة الإمارات وحسب بل في الدول والأعضاء الأخرى في إقليم شرق المتوسط.
ووجه الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي على رعايته الكريمة للملتقى وإلى حكومة الشارقة لاستضافتها كوكبة من الخبراء من مختلف دول العالم والمدن الرائدة في مجال المدن المراعية للسن ..
مهنئا إمارة الشارقة على انضمامها إلى الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن كأول مدينة عربية تنضم لهذه الشبكة وذلك في سبتمبر 2016.
وأشار الدكتور محمود فكري إلى أن إمارة الشارقة واكبت هذه المبادرة بتطويرها خدمات كبار السن في الإمارة بشكل ملحوظ وقطعت شوطا متقدما في هذا المضمار ونفذت بالفعل جميع الإجراءات اللازمة لتعتمد رسميا من قبل الشبكة كمدينة مراعية لكبار السن بجدارة واستحقاق.
وأوضح أن هذا النجاح يجسد التوجهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وحرص سموه على رعاية المبادرات الإنسانية ذات القيم النبيلة والتي تحفظ للمجتمع تماسكه وتحافظ على قيمه ومبادئه والتي ورثت عبر تاريخ الإمارات العريق.
وأكد فكري أن تنظيم هذا الملتقى للسنة السادسة على التوالي يؤكد الالتزام الراسخ لدى المسؤولين والجهات المختصة في مدينة الشارقة بضرورة تأمين البيئة الفضلى التي تحمي صحة مواطنيها من كبار السن وتعززها فضلا عن أنه يعكس توجها حضاريا وعملا متميزا يلبي طموحات أبناء الإمارات ..لافتا إلى أنه نموذج مشرف للجميع.
وأطلق الشيخ محمد بن سعود القاسمي الشعار الجديد للشارقة مدينة مراعية للسن والذي يرمز إلى ستة عناصر وهي " الإنساني و مجتمع مترابط و استشراف المستقبل و معلومات متاحة و ابتسامة وأمل وبيئة مستدامة".
وكرم الشيخ محمد بن سعود القاسمي ترافقه سعادة عفاف إبراهيم المري رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية الرعاة والداعمين والشركاء الاستراتيجيين من مؤسسات وهيئات حكومية اتحادية ومحلية وخاصة.
واستهل الملتقى فعالياته بمحاضرة ألقتها الدكتورة آلانا ممثل منظمة الصحة العالمية في جنيف وعنوانها "التطورات الرئيسية في عمل منظمة الصحة العالمية بشأن المدن والمجتمعات الصديقة للمسنين وآليات الانضمام للشبكة " والتي تمحورت حول آليات المدن المراعية للسن وسياستها واستراتيجية الخدطط الحديثة في رعاية المسنين.
ويتضمن الملتقى في جدوله جلستين تستعرض المحاور الثمانية ففي الجلسة الأولى والتي تأتي بعنوان "الدروس التي تم تعلمها حول سهولة الوصول للبيئات المادية" يتم مناقشة ثلاثة محاور وهي " المساحات الخارجية والأبنية والنقل والمواصلات والإسكان".
أما في الجلسة الثانية وهي تأتي امتدادا للعنوان ذاته تتضمن خمسة محاور وهي الصحة والرعاية طويلة الأجل والتواصل والمعلومات والمشاركة المجتمعية والمشاركة المدنية والتوظيف والإدماج الاجتماعي وعدم التمييز وصولا الى وضع الحلول والمقترحات والتوصيات لإزالة عقبات تطبيق معايير المدن المراعية للسن.
من جانبها أكدت عفاف المري أن تنظيم الملتقى في دورته السادسة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبمشاركة الدول الرائدة وحضور خيرة الخبراء عالميا يؤكد مكانة إمارة الشارقة على المستويين العالمي والإقليمي ..
مشيرة إلى أن التزام إمارة الشارقة بالمعايير الرئيسية للمدن المراعية للسن واستكمالا لما حققته في الدورات الماضية من نجاحات كللت بعضوية الإمارة بهذه الشبكة.
وأعربت عن أملها في الاطلاع على تجارب ومبادرات المدن العالمية المراعية للسن والاستفادة من خبراتها والتعرف على المعايير العالمية لهذة المدن الرائدة إضافة إلى عرض آليات الانضمام للشبكة العالمية للمدن المراعية للسن والفوائد التي ستجنيها أي مدينة أخرى تقصد الانضمام إلى الشبكة.
وأوضحت المري أن تنظيم الدائرة للملتقى يهدف إلى حث المدن بالوطن العربي على الانضمام للشبكة العالمية للمدن المراعية للسن من خلال طرح مبادرات رائدة ولا سيما أن إمارة الشارقة أصبحت مثلا يحتذى بها ومن المدن الرائدة وذلك نظرا لشهادات أعضاء وإشادتهم فضلا عن المعايير والخطط البناءة التي طبقتها الإمارة والتي تفوق ما هو مطلوب منها.
وحثت المدن العربية بالسير على نهج إمارة الشارقة والانضمام إلى الشبكة من خلال رسم خطط وسياسات تساهم بتوفير خدمات ومبادرات وبنى تحتية للمدن تتناسب مع كل الفئات العمرية وبالأخص كبار السن لكي تنعم مجتمعاتنا على مستوى الدول العربية بتنمية مستدامة تتناسب مع مختلف الأعمار.
وأكدت المري أن نجاح الإمارة في الحصول على عضوية الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن يأتي نتيجة للقرار السامي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وقرار المجلس التنفيذي برئاسة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان والمتابعة الدائمة لسعادة الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم رئيس اللجنة العليا الأمر الذي أدى إلى إيجاد بيئة مادية وصحية واجتماعية واقتصادية وحضارية شاملة مستدامة والتي تتيح لكبار السن المقيمين في إمارة الشارقة الاستفادة من مواردها بسهولة ويسر وصولا لشيخوخة صحية فعالة وتحسين نوعية الحياة لهم ومشاركتهم لخبراتهم مع الآخرين.
وثمنت دور كل الدول المشاركة في الملتقى والتي تمثلت في كل من الصين وأستراليا وفرنسا والبرازيل والمملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة الامريكية وسويسرا وكندا .. مشيرة إلى أن مشاركة مثل هذه الدول الرائدة في مجال المدن المراعية للسن يعد فرصة فريدة من الممكن الاستفادة من التجارب والخطط التي وضعتها تلك الدول لتنمية مدنها.