بيروت ـ فادي سماحه
عقد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اجتماعاً مع وزيري المال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وخُصّص للتنسيق بين الإدارات والوزارات المعنية في شأن الاجتماعات التي ستعقد مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن بين11 الحالي و15 منه. وكان الحريري التقى وفداً من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر، الذي قال: "أكدنا مبدأ أساس وهو رفض الضرائب التي تمسّ ذوي الدخل المحدود والطبقات الوسطى والعمال والفقراء، وأولها الضريبة على القيمة المضافة، كذلك ضرورة دفع رواتب الشهر المقبل بحسب الجداول الجديدة وضرورة استمرار الضرائب كما جاءت في المادة 45، والتي تطاول المصارف والأملاك البحرية والنهرية ومخالفات الأملاك العامة كما وردت في المادة 12 من هذا القانون".
وأضاف: "كذلك أكدنا مبدأ الحوار لتصحيح الأجور في القطاع الخاص ودعوة لجنة المؤشر وتسمية الممثلين للبدء بحوار جدي لإنتاج تصحيح أجور في القطاع الخاص". وتابع: "سمعنا إصراراً من الرئيس الحريري على مبدأ الحوار، وهذا أمر مهم من قبل الدولة أن تكون راعية للحوار مع الهيئات الاقتصادية، وستتم المباشرة بتصحيح الأجور في القطاع الخاص، ونأمل بأن ينتج الحوار مع الحكومة ومجلس النواب الأسبوع المقبل بداية حلحلة لمشروع قانون الضرائب ينجز وتدفع الرواتب بحسب الجداول الجديدة". وعما إذا الاتحاد لايزال على موقفه من زيادة الضرائب، قال: "بالطبع، لا سيما الضريبة على القيمة المضافة، وما يسرّب عن زيادتها إلى 12 في المئة وهذا أمر مرفوض تماماً، وأكد الرئيس الحريري أن لا وجود لهذا الاتجاه في المدى المنظور".
وترأس الحريري اجتماعاً حضره وزير العمل محمد كبارة والنائب سمير الجسر ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، وبحث في المشاريع الحيوية والضرورية لطرابلس. وقال كباره: "استكملنا البحث في المشاريع التي نناقشها معه منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة، والمتعلقة بتحسين معيشة المواطنين في طرابلس. وأبدى الحريري الحرص الكامل على تنفيذ مشاريع للمدينة". وتابع: أطلعنا رئيس الحكومة على مشروع العفو العام الذي يحضّره واللجان المختصة التي يتم تشكيلها، كي يأخذ كل ذي حق حقه.
استهداف مبرمج لتيار المستقبل
وكان الحريري أكد خلال استقباله مساء أول من أمس في "بيت الوسط" وفداً كبيراً من طلاب "تيار المستقبل" في الجامعة اللبنانية الأميركية، عشية الانتخابات الطالبية التي تجري اليوم أن همنا يتركز على كيفية إخراج البلد من الخمول الاقتصادي. وقال: البلد يستطيع أن يقف مجدداً وأنتم الأساس في ذلك، وأنا علي أن أعمل كل ما بوسعي كي أؤمّن لكم مستقبلاً أفضل.
وأضاف: يتعرض تيار المستقبل لاستهداف مبرمج ومحاولة تصوير أمور غير صحيحة عنه. وهناك ماكينة تحاول أن تظهره وكأنه يتخلى عن حقوق بيروت، وهذا أمر غير صحيح. نحن نعمل من أجل حقوق أهل بيروت. وتابع: هناك العديد ممن يزايدون علي وعلى تيار المستقبل ويسلطون الضوء على أمور غير صحيحة، ويصورون وكأن التسوية أمر سهل بالنسبة إلينا، ولكن الحقيقة أننا ننظر إلى مصلحة البلد ككل قبل أن ننظر إلى مصالحنا الشخصية، وهذا الفارق بيننا وبين الآخرين، الذين ينظرون أولاً إلى مصالحهم الحزبية البحتة حتى وقبل الطائفية. وشدد الحريري على أن تيار المستقبل يتبنى الاعتدال، هو لا يعني الخوف بل الوقوف في وجه التطرف بالعقل وليس بالصوت المرتفع.
والتقى الحريري مساء أمس الخميس، رئيس الحكومة السابق تمام سلام، الذي قال إنه إلى جانب الرئيس سعد الحريري وكل ما يتحّمل ويقود من مواجهة من موقع المسؤول، وهو يحمل المعاناة ويمضي فيها، وهذا خيار لم يكن سهلاً. ولفت إلى أن الحريري بذل جهداً متواصلاً لإيجاد الحلول والمخارج لكل القضايا العالقة، والأمر يتطلب أن نكون سوياً جنباً إلى جنب في هذا الظرف. هناك ظروف خارجية غير مستقرة وتنعكس علينا في لبنان، ما يتطلب المزيد من التضامن الداخلي.
وتابع: على رغم عدم الارتياح لدى الكثير من الناس، أنا متفائل، وأعتقد أننا قريباً إذا تم اعتماد قانون الضرائب والسلسلة والموازنة، لا بد من أن ينعكس ذلك إيجاباً على البلد، خصوصاً أننا مقبلون على استحقاق كبير هو الانتخابات. نأمل أن تكون فرصة لنا جميعاً للتعبير عما نتمناه للبنان.
ويغادر الحريري في 12 الجاري إلى روما، على أن يلتقي في اليوم التالي البابا فرنسيس، وأمين سر دولة الفاتيكان وزير الخارجية بيترو بارولين.