بيروت ـ فادي سماحة
اعتبر "لقاء سيدة الجبل" أن ما يعيشه لبنان هو "لحظة حقيقة وطنية، إما يستمر لبنان الذي نعرفه ونريده، لبنان العيش المشترك المرتكز على احترام الدستور وقرارات الشرعية العربية والشرعية الدولية، لا سيما القرارين 1559 و1701، وهذا مطلب لبناني قبل كل شيء، وإما نتجه نحو لبنان آخر مختلف يحكمه سلاح حزب الله بإمرة إيرانية، وتتشكل دولته على قاعدة فريق مسلح غالب وفريق آخر مغلوب، ما ينسف أسس العيش المشترك".
وناشد "اللقاء" في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي، رئيس الجمهورية، "انطلاقاً من موقعه رئيساً للبلاد وحامياً للدستور، التدخل الوازن مع حزب الله من أجل انتزاع جدول زمني لتسليم سلاحه إلى الجيش وفقاً للدستور وقرارات الشرعية الدولية". واستنكر "محاولات حزب الله وحلفائه الأساسيين تحوير الرأي العام عن أسباب استقالة رئيس الحكومة إلى مواضيع ثانوية من أجل ذر الرماد في العيون".
ودعا رئيس الحكومة إلى "وضع حد للالتباسات التي رافقت ظروف استقالته من الرياض، وتوضيح ما جرى أمام الرأي العام اللبناني، لأن استمرار الضبابية يفسح في المجال لتسلل المتضررين من العلاقات اللبنانية- السعودية للاصطياد في الماء العكر". وطالب بـ "عدم القبول بحلول تجميلية لفظية لتأجيل طرح مسألة السلاح غير الشرعي".
إلى ذلك اعتبر الوزير السابق جان عبيد، في تصريح، أن "إشراع الأبواب أمام التلاقي والتحاور والتفاهم بين السعودية وإيران لا يحتاج إلى من يحصي فوائده فهي بينة وواضحة، بل نحتاج إلى أن نرصد ونعلن مضار غيابه، فهي بلا حدود ولا تعداد". وقال: "هذا التكليف الكبير يلزمه من يسند إليه من أهل الحجة والمعرفة والثقافة، وخصوصاً من أهل الهمة والحرص والحكمة، ويتغطى بغياب هذا التفاهم الكثير من الأفراد والجماعات والدول الكبرى والصغرى على السواء".
وأضاف: "لذلك ترانا نعود دائماً إلى هذا الموضوع لأننا نرفض أن نعيش على الفتنة والارتزاق من هذا الاستنزاف، نصر ونتمنى للأمة العربية والإسلامية بديهية الفتها ومصالحها ومصالحنا معها وخياراتنا القائمة على الوئام والسلام وفروض الطبيعة والأخوة والكرامة". وأكد أن "من هذا التناغم والتفاهم نبدأ، ومن أجله يجدر أن توجد السياسات وتوحد القدرات، وتحدد حدود الكرامات والحقوق والنأي عن الصراعات والإساءات، ولينطلق العاملون وذوو النيات السليمة والمبادرات الطيبة".