انتخاب ميشال عون رئيساً للبنان

فاز العماد ميشال عون في انتخابات الرئاسة اللبنانية التي جرت بمجلس النواب في بيروت الاثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول، لينتهي بذلك الفراغ الرئاسي الذي استمر لعامين ونصف منذ عام 2014.

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أعلن في مستهل الجلسة أن "عدد النواب الحاضرين في الجلسة 127 نائبا ولم يسجل أي غياب"، وبالتالي يكتمل النصاب وعدده 86 نائبا، علما أن عدد النواب الكلي هو 128 لكن النائب روبير فاضل كان قد قدم استقالته.

وفي الجولة الأولى من الانتخابات حصل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون على 84 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء و6 أوراق ملغاة وصوت للنائب جيلبيرت زوين، مما تطلب إجراء جولة ثانية لأنه كان على عون الحصول على 86 صوتا للفوز.

وتخلل الجولة الثانية سجال بين النواب حيث أعيدت الجولة الثانية 3 مرات لأن عدد أوراق التصويت التي جمعت لمرتين متتاليتين كان   128 علما أن النواب المتواجدين عددهم 127.

وقرر بري وضع الصندوق في المقدمة عند الإعادة الثالثة وحضر النواب شخصيا لوضع أوراق التصويت لإصلاح الخلل الحاصل.

وفي ختام الجولة الثانية حصل عون على 83 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء و7 ملغية وصوت واحد لستريدا جعجع وبذلك تجاوز الحد الأدنى للفوز بهذه الجولة وهو 65 صوتا.

يذكر أن معارضي انتخاب عون اختاروا الاقتراع بأوراق بيضاء، للتعبير عن موقفهم الرافض للتسوية الرئاسية، وفي مقدمة هؤلاء رئيس المجلس نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وعدد من النواب المستقلين.

عون: أتيت رئيسا في زمن عسير

وأدى عون اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية وألقى كلمة أمام نواب بلاده.

وقال في الكلمة إنه أتى رئيسا "في زمن عسير"، مشيرا إلى ضرورة تخطي الصعاب وليس مجرد التآلف والتأقلم معها وتأمين استقرار يتوق إليه اللبنانيون، مشددا على ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني بكاملها.

وأكد أن "لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة إليه"، مشددا على "ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية ملتزمين باحترام ميثاق جامعة الدول العربية مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة".

وتطرق إلى الصراع مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب قائلا "لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمح بثروتنا ومياهنا وسنتعامل مع الإرهاب استباقيا وردعيا وتصديا حتى القضاء عليه".

وحول الأزمة السورية قال: "علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة ساعين أن لا تتحول المخيمات وتجمعات النزوح إلى محميات أمنية، كل ذلك بالتعاون مع الدول والسلطات المعنية وبالتنسيق المسؤول مع الأمم المتحدة".

وتحدث عن الوضع الأمني وقال: "مشروع تعزيز الجيش سيكون هاجسي ليصبح جيشنا قادرا على ردع المعتدي على أرضنا"، ومضيفا أن بلوغ الاستقرار الأمني لا يتم إلا بتنسيق كامل بين المؤسسات الأمنية والقضاء"، مطالبا بتحريرهما من التبعية السياسية.