تمام سلام

تجرى الأحد ،في لبنان انتخابات لاختيار مفتى جديد للجمهورية، وهو المنصب الدينى الأرفع لدى السنة، وسط توافق يرجح أن يؤول إلى انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان، بحسب ما أفاد مسئول في دار الفتوى.

وشهدت ولاية المفتى الحالى محمد رشيد قبانى التى تنتهى في 15 أيلول، خلافات سياسية وأخرى مرتبطة بقضايا فساد تعصف بالدار منذ أكثر من عامين، أدت إلى تشكيل مجلسين شرعيين إحدهما برئاسة قباني، وآخر تدعمه غالبية السياسيين السنة.

كما تأتي الانتخابات في خضم النزاع السوري الذي انعكس تفجيرات وأعمال عنف في لبنان المنقسم بين متعاطفين مع المعارضة أبرزهم الزعيم السنى سعد الحريري، ومتحالفين مع دمشق ابرزهم حزب الله الشيعي.

وقال مدير الأوقاف في دار الفتوى الشيخ هشام خليفة لوكالة "أدرك الجميع بعد عامين من الإشكالات الفعلية أن لا مصلحة لأحد بالاستمرار في ذلك لاعتبارات كثيرة".

وأضاف "أبرز هذه الاعتبارات أن دار الفتوى لم تتعرض لمثل هذه الأزمة سابقا ، ثانيها وضع المنطقة ولبنان بالذات، أمام ما يتعرض له من مخاطر خطيرة جدا" بسبب النزاع السوري، معتبرا أن الكل أدرك أن هذه الأمور لا يمكن مواجهتها ودار الفتوى مقسمة فأسرع الجميع لحل الإشكالات الأساسية والطارئة عليها.

وأشار إلى أن "جولة من المفاوضات قادها الجانب المصري بمباركة وتوجيه من المملكة العربية السعودية، وسورية ضمن قنواتها"، أثمرت توافق الجميع على تسوية تتضمن بنودا عدة، منها التوافق على أن يكون الشيخ عبد اللطيف دريان مرشح الجميع ليكون المفتي القادم".

ودعا رئيس الحكومة تمام سلام "مجلس الانتخاب الإسلامي إلى انتخاب مفت جديد الساعة 1100 قبل ظهر الأحد بالتوقيت المحلي ويتألف المجلس من 105 أعضاء أبرزهم رؤساء حكومات سابقون -المنصب العائد إلى السنة-، ووزراء ونواب حاليون، والمفتون وقضاة الشرع. وعلى المرشح أن ينال غالبية أصوات المشاركين لينتخب مفتيا.

وأكد خليفة أن أحدا لم يقدم ترشيحه رسميا بعد في مواجهة دريان. إلا أن "هيئة علماء المسلمين" المؤلفة من رجال دين سنة غالبيتهم من السلفيين، أعلنت الخميس عزمها ترشيح الشيخ احمد درويش الكردي للمنصب. ويحق للراغبين تقديم ترشيحهم مع بدء جلسة الانتخاب.

ويتولى دريان "61 عاما" منصب رئاسة المحاكم السنية الشرعية العليا، ويعد مقربا من "تيار المستقبل" بزعامة الحريري.

وأشار خليفة إلى أن المفتى الحالى قبانى "أراد أن يكون المفتي الجديد بعيدا عن كل اعتبار سياسى ، وشدد في الفترة الأخيرة على ألا يكون الشيخ عبد اللطيف دريان - مرشح التوافق - لأنه يظن أنه لجهة معينة".

إلا أن قباني وقوى سنية مناهضة لـ"تيار المستقبل" عادت ووافقت على دريان، بعدما تبين لها اثر لقاءات معه، انه "سيكون للجميع، ومع الوحدة الإسلامية والعيش المشترك ومع وحدة مرجعية دار الفتوى"، بحسب خليفة.
المصدر: أ ف ب