دمشق ـ سونا
بمناسبة مرور أربعين يوما على استشهاد المقاومين في مزارع الأمل بالقنيطرة نظم فريق نسور سورية التطوعي وجمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية فعالية وطنية بعنوان “حبة مسك” إحياء لذكراهم وتأكيدا على قيم الشهادة والمقاومة وحب الوطن والدفاع عنه وذلك في مكتبة الأسد بدمشق.
وأشار عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين القطري الدكتور عبد الناصر شفيع إلى أن اختلاط دماء شهداء محور المقاومة على أرض القنيطرة بما تحمله من معان تاريخية ووطنية أعاد توجيه بوصلة الإنسان العربي والمسلم إلى فلسطين باعتبارها القضية المركزية الأولى في العالم أجمع ونحو العدو الصهيوني باعتباره العدو الرئيس والحقيقي والوحيد للأمتين العربية والإسلامية.
وأشار شفيع إلى أن الكيان الصهيوني يسعى دوما لافتعال المشاكل وبث التفرقة بين المسلمين وخصوصا في هذه المرحلة من خلال دعمه للإرهابيين التكفيريين لكنه “نسي أنه ليس في وضع يسمح له بفرض معادلاته وهو أعجز من أن يرسم قواعد جديدة ولاسيما بعد انتصار المقاومة في حرب تموز عام 2006″.
وقال شفيع “نحن جزء من مشروع المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وأدواته في المنطقة وعندما نواجه التكفيريين والتنظيمات الإرهابية المسلحة إنما نواجههم كجزء من المشروع الصهيوأمريكي ومشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ” مؤكدا أن المستقبل لصالح المقاومة لكونها تدافع عن الحق والعدالة والاستقلال.
وأضاف “إن مخططات الولايات المتحدة الأمريكية القائمة على نشر الفوضى في المنطقة تهدف إلى إعادة إنتاج هيمنتها ومكانتها على المنطقة فلا إصلاح يعنيهم ولا حريات ولا ديمقراطية” مؤكدا أن تنظيم “داعش” الإرهابي هو صنيعة أمريكية وإسرائيلية بامتياز وما “التحالف الدولي” المزعوم الذي تقوده واشنطن “إلا تحالف إعلامي يقدم الدعم والعون للتنظيم الإرهابي في كثير من المناطق”.
من جهته أكد ممثل قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في سورية مجتبى الحسيني أن استشهاد مقاومي القنيطرة على حدود فلسطين المحتلة هي بشارة النصر على الكيان الصهيوني وهزيمة المخطط الإمبريالي الاستعماري في المنطقة مشيرا إلى أن المعركة ضد الصهاينة تتطلب وحدة الكلمة والموقف وصحوة حقيقية تجاه ما يحاك ضده الأمتين العربية والإسلامية.
ولفت الحسيني إلى أن الثورة الإسلامية في إيران ومنذ انطلاقتها لم تعمد إلى استخدام السلاح بل كانت ثورة فكرية من أجل الحرية والاستقلال وأن “ما نشهده اليوم من ثورات مزعومة ما هي إلا مؤامرات تقودها دول الاستكبار العالمي لإرضاخ شعوب المنطقة والهيمنة عليها”.
ورأى الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي أن دماء شهداء المقاومة على أرض سورية الحبيبة تأكيد جديد على وحدة المعركة في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدا أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية اليوم هي نتيجة دعمها المتواصل لقوى المقاومة في فلسطين ولبنان ودفاعها عن القضية الفلسطينية وحق شعبها في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني.
بدوره أشار رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية عبد الكريم شرقاوي إلى أن الشهداء المقاومين في مزارع الأمل بالقنيطرة سطروا بدمائهم آيات من المجد والخلود في جنوب سورية المقاومة وعلى حدود أرض فلسطين المحتلة في الوقت الذي ماتزال فيه عدد من الدول التي تدعي العروبة والإسلام تدير ظهرها للعدو الصهيوني وتعمل على إرسال المرتزقة للقتال في سورية مؤكدا ضرورة الاستمرار بالمقاومة قولا وفعلا حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة وهزيمة المخطط الصهيوأمريكي في المنطقة.
ولفت رئيس مجلس ادارة فريق نسور سورية التطوعي عامر أبو حامد إلى أن شهداء الجيش العربي السوري ومحور المقاومة سينتصرون بدمائهم الزكية الطاهرة على قوى الإرهاب التي حاولت على مدى أربع سنوات ضرب النسيج الاجتماعي السوري المتماسك مؤكدا أن شباب سورية سيظل سندا حقيقيا وداعما أساسيا للجيش العربي السوري في معركته حتى استعادة الأمن والاستقرار إلى كامل تراب الوطن.
كما تخلل الفعالية عرض فيلم قصير بعنوان “حبة مسك” من إنتاج فريق نسور سورية التطوعي يتضمن مشاهد من المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة وعمليات المقاومة اللبنانية ضد الكيان الصهيوني ومقتطفات عن حياة شهداء مزارع الأمل في القنيطرة.
حضر الفعالية عدد من قادة وممثلي فصائل الثورة الفلسطينية وأعضاء من مجلس الشعب وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية.