بقلم :جمال علم الدين
فى لقاء جمعني بالصديق الدكتور خيري طلعت، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر في كلية الآداب، في جامعة المنيا، وقائد قوات الأمن المركزي لشمال الصعيد سابقًا، والذي كان مكلفًا وآخرين بالقبض على شوقي الشيخ، زعيم "الشوقيين"، حيث كانت الأوامر الصادرة إحضار شوقي حيًا أو ميتًا، والذي خاض مواجهه شرسة في قرية كحك، في بني سويف، أمام شوقي وأتباعه، فجر العديد من المفاجات بشأن كيفية القبض على تلك الجماعة.
وقال طلعت: "بعد أن كلفت بتوقيف شوقي الشيخ وتحرير كحك، توجهت إلى القرية بعد إجراء دراسة ميدانية لمداخل ومخارج القرية، والصعوبة التي واجهتنى في تحرير قرية كحك وكوم الصعايدة هي أن القريتين لهما مدخل واحد فقط، والباقي أراضٍ زراعية، فمن الصعب أن استخدم المدرعات داخل الأراضي الزراعية، لأنهم كانوا أذكياء وكانوا يوميًا يروون الأرض بالمياه لكي يصعب على رجال الأمن إدخال المدرعات، لأنهم كان لديهم علم بأن المدراعات يصعب عليها تخطى الأراضي الزراعية المروية بالمياه، وحين اتخذت قرارًا باقتحام القرية كانت لدي جميع المعلومات الميدانية عن سكانها، وأعلم تمامًا مدى قوة تسليح الشوقيين، فكانوا يستخدمون النساء في نقل الذخائر والأطفال في توصيل رسائل للمتطرفين في الميدان، وإطلاق الإنذارات".
وأضاف: "تشكلت قوة مكونة من 10 مجموعها قتالية، شملت 100 مجند مدرب تدريبًا قتاليًا على أعلى مستوى، يرأسهم 10 ضباط، لكن عند محاولة دخولنا القرية فوجئنا بوابل من الرصاص ينهال علينا من جانب مجموعة متطرفة مدربة، بأسلحة ثقيلة وخفيفة وقنابل شديدة الانفجار، وكأنك تحارب جيشًا من المتطرفين، اعتلوا أسطح المنازل، وحاولنا السيطرة على أحد الجوانب للقرية، ثم اقتحمنا المنازل واعتلينا أسطحها واصبحنا نحن وهم أعلى المنازل، واستمر تبادل إطلاق النيران بيننا أكثر من 12 ساعة متواصلة، وخلال تلك الفترة كانت المجموعات الـ10 تتبادل المواقع، والدعم يأتي لنا عندما نطلبه، نحارب جيشًا من المتطرفين وتفوقنا عليهم، لم نفكر أبدًا في التراجع رغم الأعيرة الكثيفة التي أمطرونا بها، وبينما نشتبك معهم كنا نلاحظ قيام نساء القرية بإمدادهم بالذخائر الحية، والأطفال كانوا يستعملونهم في إرسال الرسائل القصيرة إلى هؤلاء المتطرفين لتبديل مواقعهم وإطلاق صافرات الإنذار من فوقنا، وعناصر تتحرك بتنظيم وتدريب عالٍ، وكان بيت شوقي أحصن نقطة حيث يعتليه فرد برشاش روسي، ملحق به شريط يضم 200 طلقة، في حين لم يكن معنا إلا بنادقنا، أما باقي أسلحتنا فتخففنا منها في المدرعات التي لم تتمكن من التقدم في الأرض الزراعية الطينية، وفجأه سمعنا صرخات نسوه تقول الشيخ شوقي مات، الشيخ مات، وصراخ وعويل، وتوجهنا إلى هناك لنشاهد جثمان شوقي والدم يسيل منه. انتهت الحرب الضروس بيننا وبينهم بإلقاء القبض على 92 عنصرًا من الشوقيين، وقتل 24 آخرين، وإصابة أربعة من رجال الشرطة".