مصارعو «جيلما»

مصارعو «جيلما»

مصارعو «جيلما»

 عمان اليوم -

مصارعو «جيلما»

بقلم : محمد البادع

لم أنبهر بفريق في المونديال، مثلما أدهشني فريق آيسلندا، الذي تعادل مع الأرجنتين بهدف لكل منهما في الجولة الافتتاحية، قبل أن يخسر من نيجيريا بهدفين، لم ينالا إطلاقاً من احترامي ومحبتي ودهشتي بهذا الفريق، الذي يقدم درساً أعظم وأعمق وأروع من الكرة.. درساً في بناء الأمم، وأن العبرة ليست إطلاقاً بالمساحة ولا بعدد السكان.. المساحة الحقيقية للأوطان في الإنسان، والكرة لا يمكن أن تأتي في أول البناء.. بإمكانك أن تبني أولاً، وبعدها لتلعب الكرة إن أردت.

آيسلندا التي تشارك لأول مرة في كأس العالم، والتي تفاخر بأنها استضافت القمة التاريخية بين ريجان وجورباتشوف في ريكيافيك عام 1986 والتي مهدت الطريق لنهاية الحرب الباردة بين أميركا وروسيا، دليل عملي وحي على أنه بإمكان الإرادة أن تفعل كل شيء، وأن مصير الشعوب بأيديها، وأن الرفاهية ممكنة، بشرط أن تسعى إليها.

آيسلندا التي يبلغ تعداد سكانها 350 ألف نسمة، أصبحت كلمة السر والحسم في مصير المجموعة الرابعة للمونديال، وباتت طوق النجاة للتانجو، فجولة الختام في المجموعة، هي التي ستحدد من يرافق كرواتيا إلى الدور الثاني، ففوز الأرجنتين على نيجيريا وكرواتيا على آيسلندا يمنح التانجو بطاقة التأهل الثانية، وأي نتيجة غير ذلك، تذهب بالحسابات إلى مدارات أخرى.

تدلل المهن الراقية والرفيعة للاعبي منتخب آيسلندا على حال هذا الشعب، فحارس المرمى ألفريدو هالدرسون الذي تصدى ببراعة لركلة جزاء ميسي، يعمل مخرج أفلام سينمائية، والحارس الثاني محامٍ، وقلب الدفاع كاري أرانسون عازف موسيقي، ولاعب الوسط جيلفي كريستينيون محامٍ هو الآخر، وزميله جيلفي سيجوردسون يعمل بمجال العقارات، وكذلك بيركير بيارناسون، واللاعب مارسافارسون ترك مهنة الطيار من أجل الكرة، إضافة إلى خمسة أطباء بشريين في صفوف الفريق.. شيء يدعو للفخر بالفعل، حتى لو لم يتأهلوا.. هم عنوان لبلد جميل ومبهج.

كرة القدم في آيسلندا ليست اللعبة الشعبية الأولى، وأهم لعبة لديهم هناك هي «جليما»، وهي نوع من أنواع المصارعة ترجع أصولها إلى العصور الوسطى، وحتى في الألعاب المعتادة، فكرة اليد في المقدمة، ولكرة قدم السيدات حضور أكثر من الرجال وذات تصنيف متقدم للغاية، وأعلى تصنيف وصله منتخب الكرة للرجال كان الثامن عشر في فبراير من هذا العام، بعد ثلاثة أشهر من تأهله للمونديال الروسي عقب الفوز على كوسوفو بهدفين، وتصدره المجموعة الأوروبية التاسعة، لكن على صعيد الحياة والتطور والاقتصاد، فآيسلندا تتقدم في التصنيفات كل يوم، وتبني كل يوم، وربما جاءت إلى كأس العالم بتلك الرسالة، التي تصلح درساً للعديد من الدول.. تنفق الملايين على فرق لا حول لها ولا قوة.. أو تفشل وتعدادها بالملايين في العثور على أحد عشر لاعباً بإمكانهم أن يحملوا الحلم.

كلمة أخيرة:

الصعود.. يقتضي النظر إلى أعلى

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصارعو «جيلما» مصارعو «جيلما»



GMT 13:51 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مدرب أم تاجر؟

GMT 12:40 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

شقيق عموري ..

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:50 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab