الحربائيون

الحربائيون

الحربائيون

 عمان اليوم -

الحربائيون

بقلم : المهدي الحداد

قمة الأنانية أن يغير بعض المحترفين من أصول مغربية مواقفهم رأسا على عقب، وأن يكشفوا عن نرجسية ذاتية فقط لمصالح شخصية ورياضية، بعيدا عن الإيثار والروح الوطنية التي لا تقبل المساومة ولا ترضى بغير التضحية.

تأهل الأسود إلى مونديال روسيا وعودتهم إلى العالمية بعد عقدين من الغياب، وتعافيهم من داء الإخفاق والتواضع الذي لازمهم لسنوات عجاف، أيقظ فجأة "وطنية" بعض أبناء المهجر وغيّر قراراتهم التي كانت تعادي المغرب، بل وترفض أي حوار مع الجامعة أو مدربي المنتخبات الوطنية لمحاولة حمل قميص البلد الأم.

شيء مثير للسخرية والتعجب والشفقة أيضا أن يخرج في هذه الظرفية بعض اللاعبين بتصريحات إعلامية جديدة ومفاجئة، أو يدفعوا وكلاء أعمالهم للقيام بها نيابة عنهم بحجة التأفف والخجل، محاولين ترويج أسمائهم إستمالة للرأي العام المغربي، ونيل عطف الجامعة والناخب الوطني بدعوى أن الوطن غفور رحيم.

صحيح أن لا أحد بإمكانه إنتزاع الوطنية والأصول من هؤلاء، ولا أحد قادر على إسقاط الجنسية منهم، كما لا يحق لأقسى المنتقذين رميهم بسهام حارقة، لكن هؤلاء أيضا غير مسموح لهم بتاتا بإستغباء الشعب المغربي، والرقص فوق حبال غيرتهم وحبهم غير المثمن لوطنهم.

فما معنى أن يطل مؤخرا لاعبون أمثال ياسين الغناسي، رفيق زخنيني، كيفن مالكوي، أدم ماسينا وغيرهم بعيون رومانسية لأسود الأطلس، ويخرجوا بتصريحات مغايرة تماما لتلك التي إعتادوا عليها قبل تأهل الفريق الوطني إلى المونديال، حينما كانوا في قمة التشبت برفض اللعب للوطن، وتفضيل مطلق لمنتخبات المهجر رغم عدم مبادلتها لهم الحب بالوئام.

لم أفهم كيف إستبدل الغناسي رأيه وقال للصحافة الفرنسية الأسبوع الماضي أنه يطمح لخوض كأس العالم مع الأسود، وتأكيده أن رونار يتابعه ويضمن له الحضور في الأراضي الروسية شريطة الإجتهاد ومضاعفة المردود مع نانط بالليغا، علما أن جميع أقواله السابقة ظلت تكن رفضا قاطعا للمغرب على حساب المنتخب البلجيكي الذي مثله في مباريات معدودة وديا فقط.

إستغربت تصريح رفيق زخنيني جناح فيرونتينا الإيطالي فور تأهل الأسود من أبيدجان، حينما قال أنه يحلم بلعب المونديال وباب الأسود مفتوح من طرفه، مبديا إستعداده الإستجابة لدعوة مقبلة من رونار، متناسيا عن سبق الإصرار والترصد خرجاته الإعلامية السابقة للمنابر الأوروبية، حيث كان يبايع المنتخب النرويجي ويعطيه الأولوية، ويعرب عن رغبته في الإنتقال من المنتخب الأولمبي إلى الحضور مع المنتخب الأول.

العناد الشديد والرفض المطلق كانا حديث الثنائي كيفن مالكوي وأدم ماسينا في حواراتهما السابقة مع الجامعة المغربية ومدربي المنتخبات الوطنية، حينما أعلن اللاعبان مرارا وتكرارا عدم تحمسهما اللعب مع الأسود، وأغلقا هواتفهما في وجه جميع المكالمات القادمة من البلد الأصلي، قبل أن يفتحا في الأيام الأخيرة بشكل مستفز قنوات الإتصال، ويؤكدا أن العرين يظل مفتوحا ودخوله يبقى واردا في الإستحقاقات المقبلة.

وهنا أحترم في شيء واحد المهاجم منير الحدادي المشابه لحالات هؤلاء نسبيا والقريب من اللحاق بالكثيبة المغربية، حينما أبدى ندمه على إختيار إسبانيا ورغبته في حمل قميص الأسود قبل الصيف الماضي، أي قبل شهور من حسم بطاقة التأهل للمونديال، حينما إعترف بخطئه الإنسياق وراء إغراءات لاروخا الوهمية، دون أن يكون على يقين بقدرة زملاء بنعطية على العبور إلى الضفة الروسية.

الوطن والعرين بحاجة لجميع أسوده في العالم ممن لهم الوطنية والرغبة في الدفاع بإيثار عن الراية الحمراء بنجمتها الخضراء، وليس لأولئك الأنانيين والحربائيين وأصحاب المصالح الذاتية، والذين لا يتذكرون الوطن إلا في المناسبات السعيدة، ويقزمون هيبة الأسد في صورة دجاجة تبيض ذهبا.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحربائيون الحربائيون



GMT 11:54 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الواف لا يخاف

GMT 10:55 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 10:49 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة اللاجئين

GMT 11:27 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

نريد الإدمان

GMT 10:13 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

على من تضحك؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab