الوداد واستراحة المحاربين

الوداد واستراحة المحاربين

الوداد واستراحة المحاربين

 عمان اليوم -

الوداد واستراحة المحاربين

بقلم : بدر الدين الإدريسي

ربما أدرك من كانوا يكابرون ويزايدون على الحسين عموتة، بل ويشككون في نزاهته الفكرية وهو يقر بحقيقة أن الوداد البيضاوي بلغ قمة الهرم الكروي الأفريقي بتتويجه بلقب عصبة الأبطال وهو من تشكو ترسانته البشرية من عجز كبير، أدركوا أنه لم يكن يسوق وهما ولم يكن يخدع نفسه ومحيطه ولم يكن يغطي على ما هو موجود أصلا من ثغرات.

وربما أدرك البعض والوداد البيضاوي يعيش حالة من الجفاف الرقمي مباشرة بعد فوزه الأنطولوجي على الأهلي المصري، أن الفرسان الحمر بحاجة لفسحة زمنية، يأخذون خلالها نفسهم ويعبؤون معها مخزونهم البدني، ويزيلون ما علق بذهنياتهم من ضغوط نتيجة لتلاحق المباريات ذات الطبيعة الأفريقية.

لذلك لا يمكن البتة أن نعتد بالاحتباس الذي يضرب الوداد البيضاوي منذ مباراته أمام الأهلي، حيث استعصى عليه تحقيق الفوز في آخر ثلاث مباريات له عن البطولة الاحترافية، بعد أن خسر المباراة الأولى أمام الفتح الرباطي بثلاثة أهداف لهدف، لا يمكن أن يصاب الوداديون بالجنون من هول الاستعصاء الذي يضرب فريقهم، وهو الذي لم يحقق الفوز في أربع مباريات له بالبطولة الاحترافية، فلذلك مبررات موضوعية فنية ونفسية لابد من وضعها في الاعتبار.

قد يكون ما يحصل للاعبي الوداد، هو تأخر في العودة لأرض الواقع بعد أسابيع قضوها في سماءات أفريقية لها تلويناتها الخاصة، وقد يكون إصابة بالثخمة، إلا أن الحقيقة المطلقة التي لا يجب حجبها، هي أن الوداد البيضاوي بات بحاجة إلى ثورة على مستوى الترسانة البشرية اعتبارا من الميركاتو الشتوي المقبل، لطالما أن نظام المداورة الذي اضطر إليه الحسين عموتا لتصريف مباريات البطولة الاحترافية الرسمية وحتى المؤجلة، فضح هشاشة الرصيد البشري بل وقصوره عن الاضطلاع بالمهام.

وباستحضار الموعد الكروي الكبير الذي ينتظر الوداد شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، والمتمثل في كأس العالم للأندية بالإمارات العربية المتحدة، فإن هناك حاجة ماسة لأن يتعامل عموتة بذكاء مع رصيده البشري المبثور، لإنجاح الرهان المونديالي لطالما أن الوداد سيكون مجبرا على مواجهة باتشوكا المكسيكي بذات المجموعة التي أنجزت المهمة الأفريقية. وسيكون إذا من الضروري أن تتحرك إدارة الوداد على أكثر من صعيد خلال نهاية السنة، لتتدارك النقص الكبير الذي تشكو منه التركيبة البشرية، بخاصة وأن الانتدابات الصيفية أخفقت في التغطية على الفراغ الذي تركه رحيل الأجانب الثلاثة (فابريس أونداما، ويليام جيبور ومرتضى فال)، كما لم يكن ممكنا جلب لاعبين محليين بالمواصفات الفنية والتكتيكية التي يحتاجها الوداد الموزع بين الكثير من الجبهات الكروية والتي توجد اختلافات بنيوية في ما بينها، فلا يمكن أن نحجب عن الأعين حقيقة أن الوداد البيضاوي كان الموسم الماضي بخلاف الموسم الحالي، موفقا لأبعد الحدود في جلب لاعبين أثروا الرصيد البشري بل وباتوا حلقات أساسية في منظومة اللعب من أمثال أشرف بنشرقي ومحمد أوناجم وويليام جيبور، حتى لا أسرد المزيد من الأمثلة الدالة على هول الفارق.

لا يجب أن يخامر جماهير الوداد الشك، في أن الجفاف الرقمي الذي يعيشه الفريق هو حالة عابرة، ستنتهي بانتهاء المسببات وبعلاج ما ظهر من اختلالات، المهم هو أن لا تتزعزع الثقة في القدرات.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوداد واستراحة المحاربين الوداد واستراحة المحاربين



GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 08:49 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

ثلاثة ملفات كبرى

GMT 10:13 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

018 ـ 2026: ضربتان موجعتان

GMT 09:54 2018 الأحد ,24 حزيران / يونيو

أبقوا الرؤوس مرفوعة

GMT 10:25 2018 السبت ,09 حزيران / يونيو

مصداقيتنا في مرآة العالم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab