حسام نورالدين
لا أحد يضاهي قدرة الجمهور المصري على فرض ثقافته الخاصة على الاخرين ويكفي أن عبارة مصنع الكراسي التي تحمل دلالات معينة تواجدت في الصفحة الرسمية لنادي بايرن ميونيخ على موقع الفيس بوك وتناقلتها صفحات لأندية أخرى عالمية في خطوة حملت في ظاهرها روح الدعابة التي تميز الشعب المصري ، وفي باطنها لمحة من سمات الشخصية المصرية التي تؤمن كثيراً بأن الضغط الكثيف في صفحات الفيس بوك وغيرها يؤدي الى نتائج مرجوة .
هذه الكلمات يمكن ان تمثل ديباجة غير مباشرة لعقد المحترف المصري محمد صلاح مع نادي تيشلسي الإنجليزي بقيادة مدربه البرتغالي جوزية مورينيو الذي يعتبر بالفعل " سبيشيال وان " ولكن ليس فقط في البطولات والمسيرة والنجومية ، وإنما في طريقة تعاطيه مع اللاعبين الذين تدربوا تحت قيادته ، مما يوجب على محمد صلاح ان يتحلى بالحد الأقصى من الإحترافية في التعامل معه سواء داخل الملعب أو خارجه ليضمن لنفسه فرصة مناسبة للإنطلاق منها وفتح تاريخ جديد بعد أن أصبح أغلى لاعب مصري وأول لاعب يلعب لأحد أندية القمة العريقة في دوري بالعالم .
فلاش باك قصير للخلف سيثبت ان البرتغالي مورينيو يحتاج دائماً الى لاعب بعقلية معينة وبشخصية قادرة على مواكبة فكرة ، أما خلاف ذلك فلن يجدي معه ملاين .. بل مليارات من توصيات رواد الفيس بوك ولن يتأثر على الإطلاق بفكرة مصنع الكراسي والدليل على ذلك الكم الكبير من اللاعبين العالميين الذين خرجوا من حساباته تماماً لأسباب لا علاقة لها بالملعب على الإطلاق .
اللعب في نادي تشيلسي نجاح كبير ولكنه حتى الان لا يعتبر إنجاز على أرض الواقع ، فالرحلة الصعبة بدأت الان ولم تنته بعد لأن يتأقلم صلاح على الدوري الإنجليزي وعلى النادي العريق بجماهيره وإسلوبه حتى يحقق نجاح وإنجاز كبير ، مع خالص التمنيات بأن يفتح ذلك باب الإحتراف في الدوريات العالمية أمام اللاعبين المصريين ويوجه الأنظار الى المواهب المصرية لتأخذ ما تستحقه من فرصة على الساحة الدولية .