الـمصارف اللبنانية تعاقب مُوْدِعِيها

الـمصارف اللبنانية "تعاقب" مُوْدِعِيها

الـمصارف اللبنانية "تعاقب" مُوْدِعِيها

 عمان اليوم -

الـمصارف اللبنانية تعاقب مُوْدِعِيها

هنري زغيب
بقلم : هنري زغيب

كأَنما لا يكفي الـمُوْدِعين اللبنانيين من سُلطةٍ وتَسلُّطٍ وتَسليطٍ على ودائعهم التاعسةِ المصير، المكتومةِ التحرير، المكفوفةِ التبرير،

حتى فوجئُوا بالأَموال الوافدة حديثًا تطيح أَموالَـهم الراكدة قديمًا، كما جاء في مسوَّدة مشروع قانونٍ يمنح مصرف لبنان صلاحياتٍ استثنائيةً مُوَقَّتةً مرفَقةً بقرار أَساسي يتضمن تدابيرَ مصرفيةً استثنائيةً موقَّتةً موحَّدَةَ ستطبِّقها المصارف فور تُقِرُّ الحكومة هذا القانون بعد نيلها الثقة.

ماذا يعني هذا الأَمر؟

يعني أَن مشروعَ هذا القانونِ الطالبَ الصلاحياتِ الاستثنائيةَ جاء في مادته الرئيسة أَن "التحاويل الواردة من الخارج والإِيداعاتِ النقديةَ الـمُحوَّلةَ من الخارج بعد 17 تشرين الاول 2019، الـمُسمَّاة "الأَموال الجديدة" (Fresh Money) تستطيع المصارف استعمالَـها والتصرُّفَ بها بكل حرية"، أَي بدون القيود الصارمة المفروضة على "الأَموال القديمة" (Old Money).

ماذا يعني هذا الأَمر؟

يعني أَن على المصرف المحلي، عند تَلقِّيه هذه الأَموالَ الجديدةَ، فتْحَ حسابٍ جديدٍ لصاحبها أَو متفرعٍ من حسابٍ مفتوح سابقًا، يُتيح إِجراءَ قيودٍ مـحاسَبِيَّةٍ تُتابع استعمال هذه الأَموال الجديدة بدون قيود على سَحبها دفعاتٍ غيرَ محدَّدة ولا مقنَّنة ولا محصورة بحفنة دولارات أَميركية ولا بكمشة ليرات لبنانية.

هكذا إِذًا: إِذا أَلْـهَم اللهُ تعالى هذه السلطةَ باستعادة الأَموال المنهوبة الكانت موهوبة من سويسرا الشرق إِلى "الشقيقة" سويسرا الغرب، ستكون عند عودتُـها إِلى حضن الوطن الحنون حرَّةَ الـمَصير مُـحرَّرةَ القَدْر والقدَر، سحبًا وتحويلًا وتمويلًا بلا حسيب.

ماذا يعني هذا الأَمر؟

يعني أَن الذين من أَموالِـهم الـمُوْدَعَةِ تعيش المصارف، يعاقَبون بالـمحدودية والذُل في استجداء حفنةٍ من أَموالهم، بينما الذين يُـحوِّلون أَموالـهم "الطازجة" يتنعَّمون بها سَحبًا قَدْرَما يشاؤُون من دون أَيِّ محدوديةٍ ولا وِقفةِ ذلٍّ على شُباك المصرف.

فيا هناءَ الأَموالِ الجديدةِ "الطازجة" وأَصحابِـها السُعَداء، ويا شقاءَ الأَموالِ الـمُوْدَعة قديمًا وأَصحابِـها التعساء.

وبين الشقاء والهناء، بين الأَموال الوادعة والأَموال الراجعة، بين Fresh money وOld money، وُلدَت مُسَوَّدةُ مشروعٍ لـهذا القانون الذي يُسَوِّد عيشَتَنا فوق ما هي مُسَوَّدةٌ ومُسْوَدَّة.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـمصارف اللبنانية تعاقب مُوْدِعِيها الـمصارف اللبنانية تعاقب مُوْدِعِيها



GMT 12:34 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لا للإستشارات الوهمية

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab