نسرين علاء الدين
يبدو أن فنتازيا الرعب المصري لا تزال في تساقط مستمر ولعل أخر ضحاياه هو مسلسل "ساحرة الجنوب " لحوريه فرغلي فمع كامل احترامى للمجهود الذي بذله فريق العمل وأخص بالذكر مخرجه أكرم فريد، إلا أن الإمكانات المصرية في التصوير والإضاءة والخدع البصرية لا تزال للأسف تساوي صفر ومحاولتنا لأن نقنع نفسنا ونقنع المشاهد بغير ذلك ماهي إلا مجرد حلاوة روح ومن باب التنويع في الأشكال الدراميه التي تتناولها الشاشة.
واعتمد العمل على العنصر التشويقي بشكل كبير ونجح في جذب المشاهدين بهذه البروباجندا، على الرغم من كون معظمها مبالغ فيه بخاصة فكرة كون وزارة الصحة السعودية خظرت من خطورة أن يرى المسلسل مرضى القلب.
وتأتي المشاهد التي تحتاج تكنيكال عالي بالعمل تبدو ركيكة وغير موضوعية وساذجة ولعل أبرز المشاهد التي انتظرها الجمهور بشغف وكان ظهور الليثي الحافي وهو الجن الذي بداخل روح ومن المفترض أن يكون "ماستر سين" العمل حتى الآن، إلا أنه للأسف كان مشهد كوميدي وسخر منه الجمهور بشده فتكسير الزجاج وكثره الرياح لدخول الشبح "اتهرس" في مليون فيلم وكون الشبح يفتح الباب قبل دخوله نالت النصيب الأكبر من السخرية إلى جانب أن تركيبته النهائية بريئة تمامًا من وصفها بالمرعبة.
وعلق الناقد الفني أحمد الحضري على ما أثاره العمل من انتقادات، مشيرة إلى أن الجمهور المصري لم يعد ساذجًا والاضطلاع على الأعمال الغربية يضجع المسلسل يعكس روح كوميديا، وتساءل عن سبب مغامرة المنتجين بأعمال من هذا القبيل طالما لا يملكون الإمكانات، وعبر عن تقديره لمجهود حورية فرغلي، موضحًا أن التغيير مطلوب على الساحة الدرامية.