بقلم : أمل مدبولي
أبي كان حنون للغاية وكان شديد التأثر بكل من حوله نظرًا لأنه تربى يتيما فكان لتربيته اثر على معاملاته بالآخرين كما أنه كفنان كان لديه حساسية زائدة فإذا أحب أحب كثيرًا وإذا غضب غضب كثيرًا وإذا أحن أحن كثيرًا .
وعلى الرغم من حنيته الزائدة علينا أنا وأخواتي احمد ومحمد إلا أنه كان حازما كثيرا وكنا نحن نحترم آراؤه وقراراته وقواعده التي كان يسير عليها في المنزل.
فموعد الغذاء ثابت وعلينا جميعنا احترامه والجلوس معه من أجل تناول الغذاء الذي كان يحرص دائما أن يكون به خضار وأرز ولا يهتم كثيرا بتناول اللحوم .
أيضا كان عندما يأتي لنا ضيفا فعلينا جميعنا ألا نصدر أصواتا لأن هذا يعد عيبا كبيرا من وجهة نظره وهو عمل ضوضاء أثناء وجود ضيف .
كذلك الأمر كان عندما يشاهد نشرة الأخبار أو المصارعة الحرة التي كان يعشقها كان لابد أيضا ألا نصدر صوتا حتى لا يغضب فيريد أن يشاهد المصارعة ونشرة الأخبار أو التلفزيون دون أي ضوضاء أيضا .
ولكن على الرغم من كل هذه القواعد التي تربينا عليها إلا أنه بحنيته الشديدة كسر كل هذه القواعد مع أحفاده من فرط حبه لهم .
فكان " بابا عبده" شديد الحنية و شديد الإنفعال وشديد الحزم وهذه التربية أثرت علينا كثيرا وأفادتنا في تربية أطفالنا رحمة الله عليه .