بقلم ـ سليمان أصفهاني
ليس من المفهوم بعد ما هو المطلوب من مسلسل " باب الحارة 8 " ؟ اين هي الحبكة الدرامية في كل تلك التركيبة التي بدت اشبه بكارثة ضربت الدراما في شهر رمضان المبارك ؟ حقاً انها احجية غير مفهومة لان ما يحصل في سياق الحلقات ممكن ان يصلح لفكرة فوازير و ليس له أي صلة بالأجزاء الأولى منه و التي ربما جذبت المشاهد العربي الى نمط جديد يصب في خانة الحارة الشعبية في سورية , لكن بعدها اخذت الأمور تتهاوى دفعة واحدة حتى بلغت مرحلة السقوط التام و تحديداً منذ بداية الجزء الخامس و السادس و دخول النص مرحلة الالتفاف حول نفسه فسقط ابطال الفكرة الأساسية و أيضا المخرج و الكاتب و المسألة " كوكتيل " سطحي يتم استغلال عنوانه العريض من اجل فقط العمل في رمضان .
" ابو عصام " الممثل عباس النوري تزوج " فوزية " الممثلة شكران مرتجى و " عصام " الممثل ميلاد يوسف و رغم زواجه من ثلاث نساء بدى في الجزء الـ 8 يلاحق الممثلة سلاف فواخرجي على اساس انه يريد الارتباط بالزوجة الرابعة , و عدا ذلك أتت مسألة الانتخابات في الحارة و دخل " النمس " الممثل محمد الخاني على خطها مع العلم انه في الحلقات الماضية بالكاد كان متشرداً في الازقة وأصبحت له كلمة يعد من خلالها المرشحين بالأصوات , اما " ام عصام " الممثلة صباح الجزائري فقد تحولت الى دمية غير فعالة في المجتمع النسائي في " حارة الضبع " بعد ان كانت " الكل بالكل " كونها زوجة الكبير و الأسير المحرر من قبضة الانتداب الفرنسي , اما الان فـ " فوزية " " سمحت الأرض " بتلك الشخصية دفعة واحدة دون ان يبرر لنا المخرج او الكاتب لماذا كل هذا التدمير للشخصيات بعد القضاء على " معتز " و غيره من البارزين في ذلك العمل و منهم الـ " العقيد أبو شهاب " الممثل سامر المصري .
" باب الحارة 8 " وضع نهاية غير سعيدة لعمل شغل قبل سنوات الرأي العام العربي , لكن يبدو ان " خسة " الشهرة أصبحت اضخم من ما هو متوقع فسقط كل شيء بلا مقدمات , مع العلم ان التطور الذي من المفترض ان تمر به الحارة كان مفيداً و يمكن ان تبنى عليه امور شديدة الجاذبية , خصوصاً في مرحلة اقتربت فيه مرحلة جلاء الجيش الفرنسي عن سورية , لكن صناع هذا العمل اصروا على القوقعة وبقيت الفكرة مكانها لم تتحرك الى الامام بل بقيت تتراجع الى الخلف بلا أسباب سوى " دوار الشهرة " و الثقة الزائدة بالنفس .
سليمان اصفهاني