بقلم : سليمان أصفهاني
أحيانًا يصاب البعض بنشوة الشهرة و النجاح و تصفيق الناس فيدخلون في مسارات غريبة عجيبة تنسف كل ما قاموا به من انجازات و بل تؤثر سلبًا على شهرتهم و حضورهم بين الناس , و كأن تلك الـ " دوخة " الآتية من قوة الأضواء يمكن أن تسبب عمى الألوان وهي الناحية التي تسللت إلى عالم الممثلة كارين رزق الله التي نجحت في العام الماضي خلال شهر رمضان المبارك في صياغة مسلسل " قلبي دق " الذي شاركها بطولته الممثل يورغو شلهوب ووقتها كانت إشارة إيجابية بوجود طاقة جديدة لدى تلك النجمة التي شاركت زوجها الممثل فادي شربل العديد من الأعمال التي لاقت استحسان الناس .
لكن " نشوة الانتصار " في " قلبي دق " جعلت كارين رزق الله تسقط في امتحان مسلسلها الجديد الكوميدي الدرامي " مش أنا " و الذي يعرض حاليًا في شهر رمضان , حيث أتت القصة فلكلورية و كأن ما قدمته في العام الماضي يتكرر الآن بصيغة جديدة مضاف إليها الممثل بديع أبو شقرا بدلًا من الممثل يورغوشلهوب , و الأغرب أن كاتبة العمل دائمًا تستقبل شهر الصيام بالخمور وهي الناحية التي عكستها الحلقة الأولى حين كانت تحتفل بوفاة زوجها في " نايت كلوب " و بما في تلك التركيبة من مبالغة و خيال غير منطقي , اتت في اتجاه " البار " كي تحصل على مشروبها تشاجرت مع " الساقي " فتدخل بديع الذي كان يجلس مع صديقه فرمته بكأس الويسكي كونها " نمرودة " و " رأسها كبير " .
ضمن ذلك النموذج نستعيد شخصيتها في مسلسل " قلبي دق " " نمردة " و غرور " و " كحول " و " سكر " , و ليس من المفهوم ماهو الهدف من رؤية فنانة قادرة على تلطيف الحبكة الدرامية أكثر و ربما خارج المألوف لأن معظم مسلسلاتنا قائمة على نهج العصابات و الكحول و المخدرات , لكن رزق الله أرادت أن تخلع ثوب الكوميديا بالقوة وهو الأمر الذي لم تفلح في تحقيقه حتى الان .
وتطل كارين رزق الله بدور "هنا" زوجة أحد الأثرياء الذي يكبرها سنًا، فيموت في المستشفى إثر عارض صحيّ، لكنّ "هنا" يبدو أنها كانت تعاني من زوجها بسبب كبر سنّه وتقييده لها من خلال مراقبتها دائمًا عبر خدّام القصر. وعندما تعلم "هنا" بوفاة زوجها تشعر بالسعادة وتقضي ليلة في أحد الملاهي الليلة احتفالًا بوفاته ويبدو أن "هنا" تريد الإنتقام من زوجها من خلال الإنتقام من خدّام القصر وتبدأ بطرد سائقها الشخصيّ. وفي المقهى الليليّ تلتقي كارين "هنا" صدفة بـ الممثل بديع أبو شقرا بدور "مجد" العائد من السّفر ليحضر جنازة عمّه الذي يكون زوج كارين "هنا" من دون علمهما بعلاقة القربى التي تجمعهما. وفي الملهى الليلي تتشاجر "هنا" مع "مجد".
وفي مراسم الجنازة يلتقي هنا ومجد فيتذكران لقاءهما في الملهى الليليّ.