بقلم: سامية يوسف
من قال يومًا ما "صاحب بالين كذاب وصاحب ثلاثة منافق"، لم يجد شخصية إنسانيًا وفنيًا كما هي سيمون التي لا تمتلك موهبة واحدة، بل هي في رأيي تملك المواهب كلها وتتقنها بالدرجة ذاتها، وذلك نادرًا ما يمكن أن يتوفر في شخص إلا لو كانت نفحة من الله يعطيها لمن يريد من عباده.
بدأت سيمون كحالة استثنائية في الغناء ولم تكن تشبه زمانها أو جيلها وفي اختياراتها الغنائية أو حتى أناقتها ظلت لفترة طويلة صيحة لبنات هذا الجيل، وحتى الأعمال التي قدمتها تصلح لكل وقت، إذ صنفت أنها خارجة عن المألوف المعتاد ومتميزة في ألحانها وكلماتها وتوزيعاتها التي جمعت كثيرًا بين الشرقي والغربي و"الفلكلور" أحيانا وكانت نجاحاتها في السينما مهمة ولون متميز من الأداء لم يشبه أحدًا.
وجاءت إلى العملاق الأكبر "المسرح" الذي قد يهزم أعظم المواهب ونجحت في أن تطوع خشبته وتبتلع الرعب والهلع بثقة في النفس لا حدود لها وتنوع كبير قد لا يستطيعه بعض محترفي التمثيل على مدار أكثر من عرض في فتره وجيزة أيام مهرجان "المسرح للجميع" للفنان محمد صبحي، فكانت شريكة لنجاح تجربة أعادت إحياء المسرح من جديد.
وجاءت عودتها هذا العام وهي تتحلى بالنضج والخبرة، لتكون من أيقونات الغناء، وليست "ديفا" التسعينات وإنما هي "ديفا استثنائية" في الغناء .