بقلم :سنا السالم
الانسجام الفكري بين الأزواج يساعدهم على النجاح بزواجهم والاستمرار به دون ملل، وعدم وجوده قد يؤدي إلى فتور العلاقة وأما الطلاق العاطفي أو الطلاق الرسمي، كيف لا وهو يعني انسجام بالقيم والمبادئ الأساسية ومنهج الحياة، فالانسجام الفكري يتعدى فكرة الاهتمام ببرنامج تلفزيوني واحد أو الإعجاب بنوع طعام محدد، للأسف البعض لا يكترث للتقارب الفكري عند اختيار الشريك فتقع الفأس بالرأس بعد سنوات عدة، رغم أن التوافق الفكري هو الذي يساعد على الاستمرار في التوافق العاطفي وانسجام المشاعر.
حتما هناك الكثير من الأمور الصغيرة التي يختلف الأزواج فيما بينهم، هذا طبيعي جدا فمن المستحيل أن تجد شبيهك وحتى التطابق التام ممل! لكن التركيز هنا على كلمة (صغيرة)، فالتباعد الفكري يؤدي إلى اختلافات جوهرية فخلافات كبيرة، ويساعد الانسجام الفكري على إيجاد مساحات مشتركة من الحوارات والاهتمام والميول والأفكار يساعد كل ذلك على إنشاء بيئة آمنة للتواصل والتفاعل، وحتى للاختلاف تنعكس إيجابا على المشاعر وعلى نجاح الزواج.
عندما لا يوجد الانسجام الفكري تجد الفتور بين الأزواج، فلا يجمعهم إلا البعد المادي والجسدي والمسؤوليات والواجبات الزوجية، وتكون النتيجة أما تغطية هذا النقص عن طريق الأصدقاء أو اختيار إنهاء الزواج، لأن الأفكار هي التي تجذب الآخرين لبعضهم البعض فكما المثل الشائع: "أخذت القرد على ماله راح المال وبقي القرد على حاله" رغم قسوة هذا التشبيه إلا أن هذا الواقع، فطبيعة الشخص وأفكاره وسلوكياته ومعتقداته هي الباقية!
للمقبلين على الزواج: اختر شريك حياتك يتوافق معك بالأبعاد الأربعة قدر المستطاع: البعد الجسدي المادي والعاطفي والفكري والروحاني، جد من يحبك ومن تحب جسدا وقلبا وفكرا وروحا، جد شخصا حريصا على تثقيف نفسه ولو كانت المواضيع مختلفة بينكم، وللمتزوجين: لا ترضى أن تكون أنت بواد وشريك حياتك بواد آخر، إن رضيت بهذا الآن فأنت توافق على الانسحاب من مسؤوليتك اتجاه انجاح الزواج، اقترب من النظام الفكري لشريك حياتك، اظهر الاهتمام بهواياته، أنصت له بشغف عندما يشاركك أفكاره، تواضع له ولا تستخدم فكرك الراقي كسوط عليه لتذكيره بأنه ليس من مستواك الفكري، فالمثقف ليس بمتعالٍ ولا تجعل فكرك أداة للهدم بدل اجعله أداة للبناء.