بقلم - الدكتور وليد سرحان
الخلافات الزوجية من الأمور الشائعة وبدرجات متفاوتة قد تكون خلافات بسيطة بين الحين والأخر ولا تؤثر على جوهر العلاقات الاسرية، وقد تكون متكررة بشكل مزعج وأحيانًا مستمرة وتهدد استقرار الأسرة.
ووسط هذا يكون الأطفال عرضة للمتاعب النفسية والشعور بعدم الأمان والحزن والتراجع الدراسي، وكما أن الطفل يرى نموذجًا مشوهًا للزواج والعلاقات الزوجية مما يجعله يرفضه ويرفض الزواج في المستقبل وقد يتقبله ويتبناه ويكرره في زواجه، كما أن الأطفال قد يشعروا بالمسؤولية وتأنيب الضمير نتيجة الخلافات خصوصًا إذا ذُكر الأطفال بأي شكل في الخلاف والكلام بين الزوجين، والمراهقون قد يعتقدوا أن عليهم مسؤولية الإصلاح بين الوالدين.
كثيرًا ما تسمع أن الزوجين مختلفين جدًا ولا يريدان الطلاق من أجل الأطفال والحقيقة المعروفة أن الضرر على الأطفال من الطلاق قد يكون أقل من الضرر الناتج عن الخلافات الزوجية المستمرة، وفي أسوأ الأحوال يلجأ الأب أو الأم أو كليهما لعمل تحالف مع الأطفال، وكل منهما يحاول استمالة الطفل لجانبه على حساب العلاقة بالطرف الأخر، فهذا يمزق مشاعر الطفل ويشعره بالضياع، فكيف ينضم للأم ويكره الأب أو العكس، وكما أن سؤال الأطفال بشكل متكرر هل تحبني أو تحب بابا؟، هل ستبقى معي أو مع ماما؟ هذه أسئلة لا يجب أن تصبح خيارات صعبة للطفل.
والأصل في الخلافات الزوجية أن يتم حلها والتعامل معها بعيدًا عن الأطفال وحتى لو وصل الأخر للطلاق، فإن الموضوع يقدم على أساس "أننا سنعيش منفصلين ولكننا نحبكم وستستمر علاقاتنا معكم بشكل طبيعي"، ويفهم الطفل أنه سيعيش مع أمه ويرى والده في عطلة نهاية الأسبوع مثلًا.