مدريد – العرب اليوم
لطالما شهدنا منافسة ثنائية في إسبانيا انحصرت بين ريال مدريد وبرشلونة، حتى أن لقب الليجا في بعض المواسم كان يقف على نتيجة الكلاسيكو، غير أن شكل المنافسة تغير بعد ما قدمه أتليتيكو مدريد في المواسم الخمس الماضية والتي جعلته يكمل أضلاع مثلث المنافسة في الدوري الإسباني.
فوائد عديدة جناها الروخي بلانكوس بإدارة عصرية تجلّت في رئيسه إنريكي سيريزو ومديره الرياضي خوسيه كامينيرو وبإدارة فنية تحت قيادة المدرب الفذ دييجو سيميوني الذي نجح في بناء فريق بمنظومة دفاعية قلّ مثيلها في أوروبا مما أثمر عن تتوجيه بالدوري والكأس في إسبانيا والدوري والسوبر الأوروبي ووصوله لنهائي دوري الأبطال الذي تعود على الوصول فيه لأدوار إقصائية متقدمة بعد أن كان الفريق يحلم بمجرد المشاركة في بطولة أوروبية.
أمور مميزة حدثت في الفيسنتي كالديرون منذ قدوم سيميوني، فالفريق يجدد نفسه باستمرار ورغم بيعه لبعض نجومه إلا أنه منافس مستمر طوال الموسم، فلم نشاهد الأتليتيكو متأثرا بخروج توريس قبل عودته واكتشاف نفسه من جديد ومن بعده فالكاو ودييجو كوستا وحتى مع خروج ميراندا وأردا توران الموسم الماضي وجدنا الفريق لا زال متماسكاً، أمر مميز آخر من صنع سيميوني وهو إخراج أفضل ما يملكه لاعبيه كما يحدث حاليا مع المهاجم الفرنسي جريزمان الذي أصبحت الجماهير الفرنسية تعوّل عليه كثيرا في اليورو القادم.
الأمر المقلق في قصة أتليتيكو الجميلة هو إمكانية مغادرة سيميوني للفريق خصوصاً بعد العروض المغرية المقدمة له من كبار أوروبا حتى وإن قامت إدارة الفريق بتلبية طلباته المادية، فمعظم المدربين يبحثون عن أجواء جديدة بطموح تحقيق نتائج أكبر ومن غير المتوقع أن يشذّ سيميوني عن هذه القاعدة، لكن خليفته سيكون مطالبا بمواصلة نجاحات الفريق رغم أن سيميوني وضع سقفاً عالياً للنجاح يصعب على أي مدرب تحقيقه في الفيسنتي كالديرون.