مسقط - عمان اليوم
تطرح جماهير صحم العديد من الأسئلة في وجه مجلس الإدارة نتيجة تراجع مستويات الفريق الفنية في الموسم الحالي ووجوده في المركز الأخير بعد مرور 7 جولات من مسابقة دوري عمانتل تدفعها الهواجس من أن يفقد النادي العريق الذي ظل مستمرا في المسابقة الكروية الأولى لسنوات فرصته للبقاء، وينضم لقائمة الأندية الكبيرة التي يكون مصيرها الهبوط.
تبرز أسئلة جماهير صحم باعتبارها من الأمور المنطقية والمتوقعة في ظل تراجع النتائج والتي كان آخرها الخسارة في الجولة الحالية وهو ما جعل مهمة الخروج من الرصيد السالب أمرًا صعبًا ويضاعف من الأسئلة والمخاوف.
عانى نادي صحم في هذا الموسم من عقوبات الفيفا التي حرمته من قيد وتسجيل اللاعبين لأسباب تتعلق بمتأخرات مالية لبعض اللاعبين والمدربين، وزاد الطين بلة عقوبات لجنة الانضباط التي خصمت 6 نقاط من رصيد النادي نسبة لعدم استيفاء النادي لشروط الحصول على الرخصة.
ظل فريق صحم في جميع المواسم الماضية يظهر بمستوى جيد ويكون من بين الفرق المقدمة وأحيانا يتصدر الجولات الأولى ولكن هذا الموسم تعرض لهزة فنية كبيرة لا تزال آثارها متواصلة مما جعله يفقد النقاط ويواجه العقبات في مساعيه لاستعادة التوازن وكسب الثقة حتى يكون بإمكانه الانطلاقة وتعويض ما فاته في مقبل الأيام.
تباينت الأسئلة التي يطرحها جمهور صحم بشأن العلل والمسببات التي أدت إلى تواضع النتائج وعدم قدرة الفريق على تحقيق الطموحات المرجوة.
وهناك من يحمل مجلس الإدارة المسؤولية المباشرة لهذا التراجع وبعضهم يطالب برحيله وإتاحة الفرصة لوجوه جديدة قادرة على تعديل الأوضاع، وتصحيح الصورة المقلوبة في نظرها.
المطالب الجماهيرية العاجلة بأهمية تحسن الأمور الفنية والإدارية والعودة إلى سكة النتائج الإيجابية بجانب دعوات البعض لمجلس الإدارة بالرحيل وظروف أخرى تواجه النادي كلها تشكل ضغوطا كبيرة على الإدارة التي تبحث اليوم عن طوق النجأة لفريقها وتمهيد الطريق أمامه ليعود كما كان قويا يحصد النقاط ويتقدم في الترتيب العام.
حرص (عمان الرياضي) على وضع جميع الأسئلة التي يطرحها جمهور نادي صحم أمام رئيس مجلس إدارة النادي عادل بن عبدالله الفارسي وزادت عليها أسئلة أخرى تتعلق برؤية الإدارة للتعامل مع الظروف الصعبة الحالية والنظرة للحاضر والقادم القريب والمستقبل والخطط والبرامج التي سيتم تطبقها للخروج من عنق الزجاجة.
جاءت ردود رئيس نادي صحم تضع النقاط فوق الحروف وترد على بعض الاتهامات التي توجه للإدارة بالتقصير في الوقت الذي اعترف فيه بمسؤوليتهم فيما يحدث اليوم ولكنه يرى أن أسباب تراجع نتائج النادي لا يتحملها مجلس الإدارة وحده ولكن يتقاسمها معه مجلس إدارة اتحاد الكرة بسبب قراراته الأخيرة التي أدخلتهم في سجن يسمى بـ(السالب) بعد خصم 6 نقاط من الرصيد الذي كان خاليًا وبات أشبه بالدين الذي يجب تسديده أولا.
وفيما يلي نص الحوار ومجمل حديث رئيس نادي صحم عادل الفارسي.
• الأوضاع في النادي لا تبشر بالخير حاليًا والواقع يحدث عن تراجع فني كبير ونتائج سالبة تعقد من مهمة نجاح الفريق في هذا الموسم إذا سارت الأوضاع كما هو عليه اليوم؟.
هذا أمر صحيح، الأمور صعبة ومعقدة ولكن من غير الحقيقي أن نقول عنها لا تبشر بالخير فلا يزال الوقت متاحًا والفُرص ممكنة ونحن نجتهد ونعمل ونسابق الزمن لتصحيح الأمور وإعادتها إلى نصابها بأسرع وقت ممكن حتى لا يستمر الفريق في خسارة النقاط وبالرغم من وجود أسباب معروفة أدت إلى حدوث هذا الواقع فإننا نعاني أيضا من سوء الحظ كما حدث في مباراتنا أمام بهلا في الجولة الحالية من بطولة الدوري وكنا نملك فرصة كبيرة لتحقيق نتيجة إيجابية إلا أن حدوث بعض الأخطاء الفردية أدت إلى أن نخسر المباراة.
وهناك ظروف أخرى تجعل النادي يدفع الثمن من دون أن يكون هو طرفا فيها مثل البرنامج المضغوط في المباريات والتي ترهق اللاعبين.
وتمنع الأجهزة الفنية من القيام بدورها في مراجعة الأخطاء والسلبيات ومعالجتها بجانب الحجر الصحي الذي يلزم اللاعبين الذين يتعاقد معهم النادي بالبقاء في الحجر 8 أيام من دون المشاركة في التدريبات، وبالتالي سيكون غير قادر على المشاركة في 4 جولات على الأقل وهذا يؤثر سلبا على جهود دعم الفريق على سبيل المثال وجود اثنين من اللاعبين الأجانب تعاقدنا معهما ايفواري وبرازيلي ولكن لم نستفد منهما حتى الآن بسبب الحجر الصحي.
• ألا ترى أن مجلسكم يتحمل مسؤولية ما يحدث في صحم اليوم من تراجع وفقدان بريق كان معتادا في الدوري؟.
لا ننكر تحمل المسؤولية ونحن نتحمل المسؤولية في كل الظروف ولا نتهرب أبدا ومن واجبنا أن نعترف بأي تقصير في أي جانب ونشير إلى أننا فعلا تأخرنا في التعامل مع قرار منعنا من قيد وتسجيل اللاعبين بقرار من الفيفا رغم أن الأمر خارج عن إرادتنا لارتباطه بتوفر الأموال وسداد ما على النادي من مستحقات ولكن إن كنا في مجلس الإدارة نتحمل المسؤولية فإن مجلس إدارة اتحاد الكرة يتقاسمها معنا بنسبة 50 في المائة وذلك لتعامله بتشدد في موضوع تراخيص الأندية رغم علمه بما نبذله من جهد للوصول لتسويات في المعيار المالي وضغط علينا بقرار خصم النقاط وهو ما أثر معنويا على اللاعبين وفي الوقت نفسه بعث رسالة إلى النجوم المحليين لتفادي التعاقد مع نادينا؛ لأن وضعنا سيكون صعبًا ومعقدًا في الدوري ولن يقوى على المنافسة ولذلك ذهب عدد من نجوم الفريق من بينهم الدولي محسن جوهر الذي قرر الرحيل والبحث عن نادٍ يبرز فيه ويقدمه بشكل طيب ليحافظ على مقعده في قائمة المنتخب الوطني الأول.
• حديثك عن تقاسم مجلسكم لمسؤولية تراجع الفريق في الموسم الحالي مع مجلس إدارة اتحاد الكرة ربما يفهم بأنكم تبحثون عن شماعة تعلّقون عليها الأخطاء التي وقعت فيها إدارة النادي؟.
لا أبدًا لا نبحث عن شماعة لتبرير ما يحدث في النادي ولكن نقول الحقيقة؛ لأن في ظل الظروف الحالية كانت الأندية بحاجة لدعم الاتحاد خاصة في ظل وجود جدية من جانبا لاستيفاء الشروط المطلوبة في لائحة الرخصة ولكن لم تكن هناك مهلة لمزيد من الوقت وصدرت الأحكام والعقوبات التي أضرت كثيرا بمسيرة الفريق ليبدأ الدوري وهو مطالب بسداد 6 نقاط وحققنا فوزًا وحيدًا لذلك لا يزال رصيدنا سالب ثلاثة.
وبالنسبة للانتقادات التي توجه لمجلس الإدارة عبر (التغريدات) وتطالبه بالاستقالة نقول لهؤلاء إن من يحمل هم نادي صحم ويريد تطوره عليه أن يتقدم الصفوف ويقدم الدعم المعنوي والمالي لا أن يستغل منبره في (تويتر) ويوجه النقد فهذا أمر في غاية السهولة أن تنتقد من مقعد المتفرجين.
• كيف تنظر لمستقبل النادي وألا تشعرون بهواجس ومخاوف من الهبوط لدوري الدرجة الأولى؟.
لنكون واقعيين ونقول إن هناك أندية كبيرة ورائدة في الكرة العُمانية وتملك قدرات وإمكانات أكبر من نادي صحم ولكنها واجهت صعوبات وتعقيدات وهبطت إلى دوري الدرجة الأولى وفعلا نشعر بالهواجس بل نعيشها ونعمل جاهدين للعمل من أجل إزالتها وتوفير الأجواء المثالية التي تساعد اللاعبين والجهاز الفني على تقديم النتائج المرجوة.
وتبقت للفريق ما لا يقل عن 13 مباراة ولدينا فرصة كسب النقاط والتقدم في الترتيب باعتبار أن الفرق بين عدد من الأندية ليس كبيرًا ويمكن تقليصه والحسابات في هذا الموسم ستختلف عن المواسم السابقة بحيث يحتاج الفريق إلى ما بين 20 و25 نقطة لضمان البقاء وثقتنا كبيرة بأن صحم سيحصل عليها وأكثر.
• ما هي الأسباب التي أدت إلى تأخر مجلس الإدارة في تسديد ديونه ونتيجة ذلك عاقبه الفيفا بالمنع من قيد وتسجيل اللاعبين أليس لديكم مصادر دخل ثابتة أو دعم لمقابلة الالتزامات المالية؟.
تأخرنا لأن المبالغ المطلوبة لم تكن متوفرة وتتطلب جهدًا كبيرًا لجمعها عبر مساهمات أعضاء مجلس الإدارة وبعض الداعمين وفي ظل عدم وجود أي مصادر دخل استثمارية للنادي فهل تعلم أن لنادي صحم 4 محلات مستأجرة وتدعم الميزانية شهريا بمبلغ 400 ريال عماني وهذه لا تكفي لدفع مرتبات بعض العمال ناهيك عن أن تساهم في حل أي مشكلة خاصة فريق الكرة.
ونحتاج سنويًا إلى ما لا يقل عن 150 ألف ريال عماني والحقيقة أن العجز كبير مقارنة بالدخول التي يحصل عليها النادي من الدعم والمساهمات الفردية وتظل هذه مشكلة كبيرة نجتهد لأن نجد لها الحلول الجذرية رغم التعقيدات والصعوبات المعروفة للجميع.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن نادي صحم لديه التزامات أخرى تجاه عدد من الألعاب الأخرى بجانب الدور الاجتماعي والثقافي وكلها تتطلب الدعم وتوفر ميزانيات حتى تكون المشاركة إيجابية.
• ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟.
أوجه رسالة لجماهير صحم بأن تدعم ناديها في مثل هذه الظروف الصعبة وألا تمارس النقد فقط، وتتشارك مع مجلس الإدارة المسؤولية وأبوابنا مفتوحة أمام كل صاحب جهد ودعم وأفكار تخدم المسيرة.
ونرجو أنْ يراعي اتحاد الكرة ظروف أنديته وواقعها لا أن يزيد من المشاكل التي تُعاني منها وأن يقدّر ما تبذله الإدارات في ظروف صعبة لا تخفى عليه.
قد يهمك ايضًا: