حرب غزة تسلب طلاب المنح الدراسية فرص التعليم وأحلام المستقبل
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

حرب غزة تسلب طلاب المنح الدراسية فرص التعليم وأحلام المستقبل

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - حرب غزة تسلب طلاب المنح الدراسية فرص التعليم وأحلام المستقبل

الجامعات التركية
غزة ـ عمان اليوم

عادت إسراء كراجة إلى غزة قبل عدة أشهر من اندلاع الحرب، في زيارة عائلية، على أمل العودة لاستكمال دراساتها العليا في إحدى الجامعات التركية. لكن الحرب فاجأتها، وهو ما غيّر كل مخططاتها وأدى إلى بقائها في غزة، مهددة بفقدان منحتها الدراسية.

قصة إسراء هي واحدة من مئات القصص لطلاب مقيدين في جامعات دولية ولم يستطيعوا اللحاق بدراستهم بسبب تواجدهم في قطاع غزة وقت اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو ما جعل مستقبلهم مهددا لأن غالبيتهم حاصل على منح دراسية مرهونة بتحقيق الطلاب لمعدلات دراسة معينة تتطلب تواجدهم في الجامعات.

حلمت إسراء بالعودة إلى مقاعد الدراسة في تركيا، لكن الحرب دمرت أحلامها وأجبرتها على إضاعة عام دراسي كامل، والآن تقف على حافة فقدان عام آخر، وهو ما يهدد مستقبلها الأكاديمي الذي سعت إليه على مدار سنوات مضت، فقد نزحت إسراء، التي تعيش في مدينة غزة، شمالي القطاع، نحو 16 مرة، واضطرت إلى التنقل من مكان لآخر دون أن تفقد الأمل في إمكانية استكمال دراستها رغم انقطاع الإنترنت المتكرر.

فحاولت التواصل مع إحدى المبادرات التي عملت على إجلاء الطلاب في بداية الحرب، لكنها لم تستطع الانضمام إليهم بسبب مشكلات الإنترنت والتواصل، لكن ذلك الأمل انقطع تماماً مع إغلاق الجيش الإسرائيلي لمعبر رفح والسيطرة عليه في مايو/ أيار 2024.

ومن هنا جاءتها فكرة تدشين مبادرة بالجهود الذاتية لمناشدة العالم لإيصال صوت الطلاب الدوليين العالقين في قطاع غزة.

وبدأت بالفعل في جمع البيانات الخاصة بالطلاب، وتفاعل معها في البداية نحو 500 شخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ العديد يتطوعون لمساعدتها في المبادرة لتنطلق تحت اسم "أمل طلاب غزة".

تقول إسراء: "بدأت جمع بيانات الطلاب ووثائقهم، وتواصلنا مع العديد من الجهات الدولية والمحلية، لكن لم نحصل على أي رد مبشر. البعض قال صراحة إن الأمر صعب للغاية في الوقت الحالي، وآخرون لم يردوا علينا. تواصلنا مع الجهات التي استطاعت مساعدة الطلاب فيما مضى لكنهم لم يستطيعوا مساعدتنا، لكننا مستمرون في المناشدات".

ووصل عدد الطلاب الذين انضموا للمبادرة وقدموا أوراقهم إلى حوالي 1500 طالب وطالبة، حوالي 80 في المئة منهم حاصلون على منح دراسية يخشون فقدانها بسبب عدم قدرتهم على الالتزام بالمتطلبات الدراسية والتواجد في الجامعة.

ومنهم الطالبة دانيا إياد سكيك، التي حلمت بدراسة الطب واستطاعت الحصول على منحة بجامعة الأزهر في مصر، والتي تقول إن المنحة هي أملها لدراسة الطب إذ لا تستطيع تحمل تكلفة هذه الدراسة في غزة.

أما الآن فأمل دراستها للطب يكاد ينعدم إذا خسرت المنحة بعد خسارة أسرتها للكثير من مواردها المالية بسبب الحرب.

وتوضح دانيا: "تعبت كثيراً واجتهدت للحصول على هذه المنحة لأحقق حلم حياتي، والآن أنا مهددة بخسارة هذا الحلم تمامًا".

وتؤكد إسراء صاحبة المبادرة أن نحو 10 في المئة من الطلبة الذين قدموا أوراقهم لها أصيبوا خلال الحرب، منهم الطالب فراس حمزة أبو ركبة الذي ما زال يتشبث بالأمل خاصة وأنه درس بالفعل في إحدى الجامعات التونسية لمدة سنتين، وعاد بعدهما في زيارة لعائلته بغزة لتنطلق الحرب ويعلق في غزة.

يقول فراس: "خسرت بيتي في شهر ديسمبر/كانون الأول وأصبت في شهر يوليو/تموز أثناء قصف بيت كنت نازحاً بداخله أنا وأهلي. إصابتي بالغة في الصدر حيث يوجد 6 كسور. ركّب الأطباء لي البلاتين في كسرين فقط لقلة الإمكانيات الطبية. أصبحت غير قادر على القيام بأي مجهود بدني رغم صغر سني إذ أبلغ من العمر 21 عاماً فقط. حالياً أنا مهدد بخسارة دراستي إذا لم أستطع التواجد في الجامعة خلال شهر".

ويستأنف فراس: "أناشد للسفر لأكمل تعليمي فقد حُرِمت من كل شيء في غزة ولا يتبقى لي سوى تعليمي".

لا يختلف وضع فراس عن محمود الجزار البالغ من العمر 19 عاماً والذي تخرج من الثانوية العامة بمجموع 98 في المئة وحصل على منحة لدراسة الطب في الجزائر. لكن الحرب حالت دون سفره وبدء دراسته، وهو الآن مهدد ليس فقط بخسارة المنحة بل أيضاً بخسارة يده المهددة بالبتر بعدما أصيب بطلق ناري أدى إلى قطع كامل في الأعصاب الرئيسة وكسور معقدة تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة لا يمكن إجراؤها في قطاع غزة لنقص الإمكانيات.

ومع مرور الوقت وعدم قدرته على السفر سواء للعلاج أو الدراسة، أصبحت يده مهددة بالبتر وحلمه مهدد بالضياع.

يقول محمود، الذي يُسمع صوت إطلاق النار خلف حديثه مع غزة اليوم: "عندما حصلت على المنحة كانت سعادتي كبيرة لأني عملت جاهداً لسنوات لأصل لهدفي، لكن بعد إغلاق المعبر أيقنت أن حلمي يبعد فلا أستطيع فعل أي شيء لتغيير الواقع. الأمر ازداد سوءاً بعدما أصبحت يدي مهددة بالبتر".

وبحسب مؤسسة المبادرة هناك نحو 60 طالباً فقدوا بالفعل المنح الدراسية الخاصة بهم الأسبوع الماضي، منهم الطالب محمد سامر اليازجي الذي وصله نبأ حصوله على منحة دراسية من إحدى الجامعات التركية لدراسة طب الأسنان يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبينما كان يجهز أوراقه للسفر بدأت الحرب بعدها بيومين فقط لتبدأ مخاوفه من فقدان حلمه خاصة بعدما خسر بيته ووالده الذي قتل خلال الحرب. ومنذ أيام أرسلت له الجامعة خطاباً يؤكد خسارته للمنحة.

ويقول اليازجي: "ظلت المنحة الدراسية التي حصلت عليها هي بصيص الأمل بالنسبة لي وهي الدافع لصمودي وسط الظروف الصعبة التي نعيش فيها يومياً إلا أني اليوم في حالة صدمة كبيرة".

وتقول إسراء كراجة، مؤسسة المبادرة: "أعرف أن الظروف صعبة لكن رغم ذلك أحاول أيضاً. نحاول أن نحصل على الدعم من المؤسسات المحلية أو الدولية، لكن ذلك لم يتم حتى الآن. الشيء الوحيد الذي استطعنا تقديمه للطلاب هو أن الطلاب تساعد بعضها البعض. كلنا متطوعون ونحاول المساندة".

قد يهمـــــك أيضا :

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب غزة تسلب طلاب المنح الدراسية فرص التعليم وأحلام المستقبل حرب غزة تسلب طلاب المنح الدراسية فرص التعليم وأحلام المستقبل



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab