واشنطن - عمان اليوم
حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العالم على إحياء «العلامة الفارقة المفجعة للقلب»، المتمثلة في وفاة مليوني شخص بسبب فيروس كورونا من خلال العمل بتضامن دولي أكبر لضمان توفر اللقاحات وبأسعار معقولة في جميع الدول. وقال غوتيريش في رسالة بالفيديو مساء الجمعة، إن الحكومات تتحمل مسؤولية حماية شعوبها. وحذر من أن «العلم ينجح - لكن التضامن يفشل... تصل اللقاحات إلى البلدان ذات الدخل المرتفع بسرعة، وأفقر دول العالم لم تحصل على شيء». وقال غوتيريش إن الاقتصادات الرائدة في العالم تتحمل مسؤولية خاصة لدعم برنامج «كوفاكس» التابع لمنظمة الصحة العالمية لشراء وتوصيل لقاحات فيروس كورونا إلى أشد الناس فقراً في العالم. كما حث الدول الغنية على تبادل الجرعات الزائدة من اللقاحات «من أجل المساعدة في تطعيم جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية بجميع أنحاء العالم على أساس عاجل ولحماية النظم الصحية من الانهيار».
من جانبها، دعت منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق حملات تلقيح في كل الدول «خلال الأيام المائة المقبلة» لمكافحة وباء «كوفيد - 19» الذي أودى بأكثر من مليوني شخص حول العالم. في الإجمال، أحصي مليونان و66 وفاة من بين 93 مليوناً و321 ألفاً و70 إصابة، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى حصائل رسمية أعلنتها السلطات. وأوروبا هي المنطقة الأكثر تضرراً بتسجيلها 650.560 وفاة، تليها أميركا الجنوبية والكاريبي 524.410 والولايات المتحدة وكندا 407.090. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «أريد أن أرى حملات التلقيح وقد بدأت في كل دولة في غضون الأيام المائة المقبلة»، في حين لم تنطلق الحملات حتى الآن سوى في الدول الثرية.
من جهتها، دعت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي الجمعة، إلى توسيع أنشطة سَلسَلة جينوم متغيرات فيروس كورونا المستجد الأكثر عدوى والمثيرة للقلق. في الوقت نفسه، قالت لجنة الطوارئ التي اجتمعت افتراضياً، إنها تعارض «حالياً» اعتماد شهادات التطعيم ضد «كوفيد - 19» كشرط للسماح للمسافرين الدوليين بدخول بلد ما. وسجلت ألمانيا 22368 إصابة جديدة خلال آخر 24 ساعة من بين إجمالي مليونين و958 إصابة، وفق ما أفاد معهد روبرت كوخ، ودعت المستشارة أنغيلا ميركل إلى تشديد القيود. وفي بارقة أمل، جرى حتى الآن استعمال 35.61 مليون جرعة لقاح على الأقل في 58 بلداً وإقليماً حول العالم، وفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية إلى مصادر رسمية حتى الجمعة.
وقال مصدر حكومي فرنسي إنه سيكون على بلاده «تعديل نسق التطعيم» ضد فيروس كورونا بسبب «انخفاض قوي» منتظر في تسليم لقاحات «فايزر - بايونتيك» خلال الأسابيع المقبلة. في هذا الصدد، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن مختبر فايزر أكد أنه سيسلم الجرعات المخصصة للاتحاد الأوروبي في الربع الأول من العام وفق الجدول المتفق عليه.
وتفاقم انتشار الجائحة في أغلب مناطق العالم خلال الأيام السبعة الأخيرة مع تسجيل 724.700 إصابة يومياً (بزيادة 10 في المائة مقارنة بالأسبوع الماضي)، وهي حصيلة قياسية وفق تعداد وكالة الصحافة الفرنسية. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن النسخة المتحورة التي اكتشفت في بريطانيا تنتشر فيما لا يقل عن خمسين دولة ومنطقة حول العالم، بينما يعتقد أن النسخة المتحورة التي ظهرت في جنوب أفريقيا تنتشر في نحو عشرين دولة. إلا أن المنظمة تعتبر أن هذا التقييم أقل من الواقع. وقالت منظمة الصحة العالمية إن نسخة متحورة أخيرة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية وأعلنت اليابان عن رصدها مؤخراً، قد تؤثر على الرد المناعي.
وقررت المملكة المتحدة إغلاق حدودها منذ الجمعة، أمام الوافدين من دول أميركا اللاتينية والبرتغال، بسبب النسخة الجديدة التي اكتشفت في البرازيل. وقررت البرتغال فرض الإغلاق العام مجدداً بدءاً من الجمعة ولمدة شهر على الأقل. والقيود الجديدة مشابهة لتلك التي فرضت خلال مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين، وتقضي بالبقاء في البيوت وإغلاق المتاجر غير الأساسية والمقاهي والمطاعم، وجعل العمل عن بعد إلزامياً حيث كان ذلك ممكناً. إلا أن المدارس والمحاكم والكنائس ستبقى مفتوحة.
وتوسع فرنسا نطاق حظر التجول ليشمل كامل أراضيها وتشترط على الوافدين من بلد من خارج الاتحاد الأوروبي إبراز فحص يثبت عدم إصابتهم بـ«كوفيد - 19» لدى وصولهم. وسجلت فرنسا 53900 وفاة إضافية عام 2020 مقارنة بالعام السابق (بزيادة 9 في المائة)، نتيجة أسباب مختلفة من أهمها «كوفيد - 19»، وفق حصيلة مؤقتة كشفت الجمعة. وفي إيطاليا، التي أجرت أكثر من مليون تطعيم ضد «كوفيد - 19»، يدخل إغلاق جديد حيز التنفيذ اليوم (الاثنين)، في ثلاث مناطق تشهد نسب إصابات عالية؛ وهي لومبارديا شمال، وصقلية جنوب، وألتو أديجي شمال. وازداد معدل تفشي الفيروس في إسبانيا أكثر من الضعف خلال شهر، ليرتفع من 194 إصابة لكل 100 ألف شخص قبل أسبوعين إلى 523 الخميس، وفق وزارة الصحة. وأعلنت منطقة مدريد الجمعة قيوداً جديدة. ويشمل ارتفاع تفشي فيروس كورونا المستجد الصين أيضاً التي فرضت حجراً على 20 ألف ساكن في مناطق ريفية في مقاطعة هوباي، وفق وسيلة إعلام عامة.
قد يهمك أيضا:
غوتيريش يؤكد التزام الأمم المتحدة بدعم لبنان بعد انفجار بيروت
غوتيريش يدعو إسرائيل للتخلي عن خطة "الضم" في الضفة
أرسل تعليقك