إخوان القضاء

إخوان القضاء

إخوان القضاء

 عمان اليوم -

إخوان القضاء

محمد سلماوي

لا أجد سبباً لأن تقوم محكمة بانتهاك الدستور إلا أن يكون قاضيها من بقايا أعضاء جماعة الإخوان التى ترفض دستور ثورة 30 يونيو، وتتمسك بدستور الإخوان الذى سقط بسقوط نظامهم.
فكيف تتم محاكمة أحد المواطنين بتهمة لم ترد فى الدستور، وهى ازدراء الأديان؟ تلك التهمة التى سقطت من جميع دساتير العالم بعد انقضاء القرون الوسطى الظلامية.
لقد تكرر فى الآونة الأخيرة ذكر تلك التهمة، وقامت بعض محاكم المحافظات، التى على ما يبدو أن قضاتها لم يسمعوا بثورة الشعب على الإخوان فى 30 يونيو التى أسقطت أفكارهم الرجعية المتخلفة، بإصدار الأحكام القضائية المناقضة للدستور الجديد الذى يفترض أن المهمة الأولى للمحاكم هى حمايته.
أم أنهم سمعوا بكل ذلك لكنهم لا يعترفون إلا بدستور الإخوان الذى يؤسس للدولة الدينية، حيث ملاحقة الناس فى عقائدهم بالمخالفة لديننا الحنيف الذى نقل عن نبيه عليه الصلاة والسلام أنه لم يكن يأخذ باتهام الناس فى إيمانهم، وكان يسأل من يجيئونه بمثل هذه الاتهامات: هل شققتم عن صدورهم؟
إن آخر ما كنا نتصوره هو أن تصدر على الأدباء والكتاب أحكام مناقضة للدستور وضاربة عرض الحائط بكل المواد التى نصت على حرية الإبداع الأدبى والفنى، والتى حظرت الأحكام السالبة للحريات فى قضايا النشر، وأن يحدث هذا بعد شهور من نفاذ الدستور، فهل هو استهزاء بثورة الجماهير التى أسقطت حكم الإخوان ودستورهم أم هو تحد لإرادتهم التى أقرت الدستور الجديد بأغلبية غير مسبوقة.
لقد أخبرنى أخيراً الصديق جمال الغيطانى أن بلاغاً قدم ضده إلى النائب العام يتهمه هو الآخر بازدراء الأديان لأنه طالب فى حديث صحفى بإلغاء الكليات «العلمانية» للأزهر والإبقاء على كليات الشريعة وأصول الدين، باعتبار الأزهر جامعة دينية فى الأساس، فمن الذى له مصلحة فى الإبقاء على تلك الكليات التى أصبحت معمل تفريخ للفكر الإخوانى المعوج بواسطة أساتذة ثبت أنهم يحرضون الطلبة، ويدفعونهم لارتكاب أعمال العنف التى اندلعت بعد أن تم إسقاط حكم الإخوان.
كما روى لى أحد أساتذة كلية الطب أن هناك من بين هيئة التدريس من يقومون بتمويل عمليات العنف التى يقوم بها الطلبة، فهل نترك هؤلاء أحراراً طلقاء، ونبلغ عن أديب له وجهة نظر عبر عنها فى حديث علنى منشور؟ ثم أن نستخدم فى ذلك التهمة التى سعت جحافل الجهل بالدين لتضمين الدستور مثل هذه التهمة البالية من أجل إحكام سيطرتها على عقول الناس باسم الدين.
إن هذا ما لم نكن نتوقعه، وهو ما لا يجب أن نسمح به حماية للدستور من بعض المحاكم الإخوانية، ومن بعض الأفراد الذين مازالوا أسرى أفكار تلك الجماعة الإرهابية الظلامية.

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان القضاء إخوان القضاء



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab