محاكمتنا في جنيف

محاكمتنا في جنيف

محاكمتنا في جنيف

 عمان اليوم -

محاكمتنا في جنيف

محمد سلماوي

ذكرت فى نهاية مقالى، أمس، أن الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية ICCPR تتيح للدول فى حالة الطوارئ الوطنية والأمنية أن تحيد عن الالتزام بحقوق الإنسان، وبالرجوع إلى النص الرسمى للأمم المتحدة، وليس النص الموجود على الإنترنت، وجدت أن المادة التى قصدتها هى رقم (4) وليست المادة (8) أو (10) كما ورد فى المقال، فهذه المادة تسمح للدول بما يسمى Derogation، وهو لا يقتصر فقط على الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية، وإنما هو منصوص عليه أيضاً فى المادة (15) من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان ECHR، والمادة (27) من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان ACHR، وبالرجوع إلى هذه الاتفاقيات نجد أن الشروط المنصوص عليها فى المواد المذكورة، والتى تسمح للدول الموقعة عليها بأن تحيد عن الالتزام بحقوق الإنسان، كلها منطبقة على حالتنا، فأول هذه الشروط أن يكون هناك خطر يتهدد البلاد، ولا شك أن الحرب الإرهابية التى تتعرض لها مصر فى الوقت الحالى تمثل خطراً داهماً على حياة السكان، وعلى مؤسسات الدولة، وفى مقدمتها الجيش، فحياة المصريين أصبحت عرضة للخطر فى أى مكان، سواء كانوا فى الشارع أو فى المدرسة أو فى محطة المترو، أو فى أحد المصانع أو وحدات الإنتاج الأخرى، كما أن استهداف محطات توليد الكهرباء أو المنشآت العامة يؤكد أن الحرب عامة ضد المجتمع وليست ضد الجيش والشرطة فقط.

وتشترط المادة على الدول التى تجد نفسها فى وضع يضطرها إلى أن تحيد عن الالتزام بحقوق الإنسان ألا يتضمن ذلك التفرقة على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الوضع الاجتماعى، وألا يتعارض ذلك مع بعض الحقوق الأساسية للإنسان، مثل الحق فى الحياة، وعدم التعرض للتعذيب، أو الرق بجميع أشكاله، وألا يعاقب على جريمة غير منصوص عليها فى القانون، والحق فى إثبات الشخصية.. إلخ، كما تنص المادة على ضرورة إخطار سكرتير عام الأمم المتحدة بذلك، وبالحقوق التى ستحيد عنها الدولة.

ومن هنا يتضح أن التصريح الشهير لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون «حين يتعرض الأمر بالأمن الوطنى فلا يحدثنى أحد عن حقوق الإنسان» لم يكن تصريحاً انفعالياً بقدر ما كان إدراكاً بحقوق الدول فى حماية مواطنيها فى حالات الطوارئ الأمنية وفق الاتفاقيات الدولية، فهل وضعنا كل ذلك فى التقرير الذى علينا أن نتقدم به لمفوضية حقوق الإنسان يوم الأربعاء المقبل فى تلك المحاكمة المنصوبة لنا فى جنيف؟

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمتنا في جنيف محاكمتنا في جنيف



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab