بكتيريا «مبارك» وفيروس «الإخوان»

بكتيريا «مبارك» وفيروس «الإخوان»

بكتيريا «مبارك» وفيروس «الإخوان»

 عمان اليوم -

بكتيريا «مبارك» وفيروس «الإخوان»

عمار علي حسن

أرسل لى الأستاذ محمد جلال عبدالرحمن مقالاً مكتمل الأركان فى رسالة على بريدى الخاص، طالباً منى أن أوصل رسالته إلى كل المصريين، ولا أملك إزاء طلبه سوى أن أخلى له مساحتى تلك، ليقول هو فيها ما يريد، وهنا ما خطه بقلمه نصاً، من دون زيادة ولا نقصان: «ما نراه فى المشهد السياسى المصرى يقرر أن مصر حكومة وشعباً وأرضاً، وليس فقط النظام السياسى المقبل، قد تقع رهينـة لبكتيريا نظام مبارك أو لفيروسات جماعة الإخوان أو الاثنين معاً، وذلك متوقف على توجهات الرئيس القادم ومدى انتباهه لخطورة هذا الأمر.
فالملاحظ أن بكتيريا «مبارك»، التى ماتت بصدور الحكم التاريخى والنهائى الصادر من الإدارية العليا بحل الحزب الوطنى الديمقراطى وإعادة أمواله للدولة، بدأت تنشط مرة أخرى بعد رحيل غير المأسوف عليهم من يسمون أنفسهم بالإخوان من سدة الحكم بفيروساتهم التى كانت موجهة لقتل الوطن ومواطنيه أيضاً، بل إن بكتيريا «مبارك» الآن يتصدرون المشهد السياسى فى مواقع كثيرة.
إن مصر الآن بين أوهام كثيرة ومهام جسيمة، فالأوهام فى نفوس أصحابها لكنها موجودة على أرض الواقع، ففى هذا البلد من يتوهم عودة الرئيس المعزول مرسى، ومن ثم عودة الخلافة المتوهمة، وكذلك الإسلام الذى سلبناه منهم بثورة يوليو وهو منهم برىء، وفى هذا البلد من يتوهم عودة نظام مبارك ومن ثم عودة النهب والسلب لثروات ومقدرات هذا الشعب المسكين الذى عانى وما زال يعانى فقراؤه كثيراً، وأما المهام الجسيمة فهى الديون الخارجية الواقعة على أكتاف هذا الوطن والوضع الاقتصادى المتردى ومرافق كثيرة تحتاج إلى نظرة شاملة بالإحلال أو التجديد.
إن الشارع المصرى وشباب ثوراته على وجه الخصوص يسجل ويراقب المرشح اليوم والرئيس غداً ويخشى أمرين: الأول: هو أن تنجح فيروسات الإخوان المنتشرة فى الشوارع تحت مصطلح اسمه «المظاهرات» ظاهرها لفظاً التعبير عن الرأى، وباطنها فعلياً قتل المصريين وحرق ممتلكاتهم. وأما الثانى: هو الخشية من عودة نظام مبارك الذى أصبح ظهور بعض رموزه فى وسائل الإعلام ليتحدث باسم مرشح بعينه ظاهرة طبيعية، وكأن ثورة لم تحدث فى تجاهل وإغفال تام لدماء شهداء ثورتى يناير ويوليو وفى ظل حرب شعواء ضد الشباب الثورى والحركات الثورية.
ورغم أن ضرورة المرحلة المقبلة تقتضى على الرئيس القادم توحيد جميع القوى السياسية لتحقيق العدالة الاجتماعية ولم الشمل لبناء كيان واحد يجمع جميع تلك التيارات لخدمة أهداف الوطن وتحتم أيضاًَ مواجهة بكتيريا «مبارك» التى نشطت فى فترة وجيزة ليراودها حلم الرجوع مرة أخرى، ولفيروسات الإخوان الطليقة فى الشوارع، فلا مفر من وجود أمان فى الشارع المصرى، وإذا أصر أى من مرشحى اليوم أو رئيس الغد على أن يكون ظهيره من دولة «مبارك» فلن يمكث فى سدة الحكم وقتاً يذكر.
وليرحم الله مصر، لكن الرئيس القادم لن يجد الرحمة إذا لم يكن على دراية تامة بأن الشباب الثورى الذى خلع الجماعة الإرهابية بثورة «30 يونيو» بعد سنة من حكمها، لن يقبل أبداً عودة فلول الحزب الوطنى الفاسدين ليكونوا بديلاً مرة أخرى للجماعة الإرهابية، فليس معنى إفلات رموز النظام البائد من العقوبة أو تصالحهم مع القانون أنهم شرفاء ويعودون لما كانوا عليه ولما نهوا عنه من قبَل الشعب مرة أخرى».
وإذ أقدر هواجس الأستاذ محمد، التى تسكن رأسى أيضاً فى هذه اللحظة، أطمئنه إلى أن كثيرين سيناضلون بكل ما أوتوا من قوة فى سبيل ألا تعود الأمور إلى سيرتها الكريهة، التى ثار عليها الشعب المصرى العظيم.

 

omantoday

GMT 21:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 21:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 21:53 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الهُويَّة الوطنية اللبنانية

GMT 21:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

عقيدة ترمب: من التجريب إلى اللامتوقع

GMT 21:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات تواجه مؤتمر «كوب 29» لمكافحة التغير المناخي

GMT 21:50 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بين الديمقراطيين والجمهوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكتيريا «مبارك» وفيروس «الإخوان» بكتيريا «مبارك» وفيروس «الإخوان»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab