عهد «مبارك» بالأرقام

عهد «مبارك» بالأرقام

عهد «مبارك» بالأرقام

 عمان اليوم -

عهد «مبارك» بالأرقام

عمار علي حسن

هذا مقال نشرته يوم 3/10/2006، أعيد نشره هنا كى يتذكر أولئك الذين نسوا ما فعله مبارك ونظامه بمصر، فإلى المقال القديم الجديد:

«أعرض هنا بالأرقام ما آلت إليه مصر بعد ربع قرن من حكم مبارك، لنرى إن كان نجله سيرث لا قدر الله دولة قوية مرهوبة الجانب، أم بلداً ضعفت شوكته، وتراجعت مكانته، ولا يفيق من المشكلات والمصائب والنوائب، وكل ما تحقق له فى ربع قرن هو اكتمال البنية التحتية، التى كانت ضعيفة ومهترئة.

وأول هذه الأرقام هو ما تمنحه لنا دراسة أعدها البنك الدولى مؤخراً أظهرت أن ٤٤% من المصريين يعيشون على أقل من دولارين فى اليوم، وأن أكثر من ثلاثة أرباع هذه النسبة لا يحصل أصحابها على أكثر من دولار واحد، وهناك دراسة أعدها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أظهرت أن نحو ٤٠% من الأسر المصرية تستمر على قيد الحياة بفضل الإعانات التى تتلقاها من الأقارب وبعض الموسرين، ولولا أكثر من ١٤ ألف جمعية خيرية تقوم بدور كبير فى التراحم والتطبيب الاجتماعى، لخرج الجوعى والعرايا على هذا النظام من سنين.

وعلى النقيض، وحتى نفهم أسباب هذا الفقر، يبلغ حجم الفساد فى مصر ٦٩% من حجم المعاملات التى تتم فى البلاد، حسب تقدير «منظمة الشفافية الدولية» التى وضعت مصر فى المرتبة ٧٧ فى مجال الشفافية، من بين ١٤٦ دولة فى العالم، درستها وفحصتها المنظمة. فى الوقت نفسه هناك إحصاءات تقدر حجم الأموال المهربة من مصر على مدار العقدين الماضيين بأكثر من ٣٠٠ مليار جنيه.

وحسب الإحصاءات التى أوردها موقع «سى آى إيه» الأمريكى ضمن الملفات الشاملة التى يعدها عن دول العالم، فإن العجز فى الموازنة عام ٢٠٠٥ بلغ ٣٩٫٧ مليار دولار، فيما بلغ العجز فى الميزان التجارى نحو ٦٧٫٩ مليار دولار، أما الديون الخارجية فوصلت إلى نحو ٢٦٫٣٥ مليار دولار. ووصلت نسبة البطالة إلى ٥٫٩%، ونسبة التضخم إلى ٩٫٤%، وقد تسلم مبارك مصر وسعر الدولار الأمريكى لا يزيد على ٨٥ قرشاً، ليقفز الآن إلى ٥٧٤ قرشاً.

وبالنسبة للأحوال الصحية، فقد تضاعف عدد مرضى السرطان ٨ مرات، جراء الغذاء الفاسد والماء الملوث والهواء المشبع بالعوادم والكيماويات المسرطنة، ويعانى ٢٠% من المصريين من التهاب الكبد الوبائى، و١٠% يعايشون مرض السكر، ونسبة مرضى الفشل الكلوى فى بلادنا هى الأعلى فى العالم أجمع، ومصر واحدة من ست دول لا تزال تعانى من شلل الأطفال، ويقول بعض الأطباء والدارسين النفسيين إن ٢٠ مليون مصرى يعانون من الاكتئاب، جراء الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة.

أما الأحوال الاجتماعية، فإن معدلات الطلاق وصلت إلى ٣٣% وأغلبها يعود إلى ضيق ذات اليد، أما العوانس فقد وصلوا إلى أكثر من ٩ ملايين عانس، ويموت فى حوادث الطرق أكثر من ستة آلاف شخص ويصاب نحو ٢٣ ألفاً آخرين، ويقدر عدد المهاجرين من مصر بنحو ٥ ملايين، من بينهم ٨٢٠ ألفاً من ذوى الكفاءات، يتضمنون ٢٥٠٠ فى تخصصات نادرة. وهناك نحو ٦ ملايين مصرى طالبى هجرة، أغلبهم إلى الولايات المتحدة وكندا.

ونسبة الأمية فى مصر تصل إلى ٢٧%، و٧% من الأطفال لا يدخلون المدارس بسبب الفقر غالباً، وأكثر من هذه النسبة تتسرب من التعليم، ويزيد أطفال الشوارع على ١٠٠ ألف طفل، ويقطن أكثر من ثلث المصريين فى مناطق عشوائية، بدأت الحكومة فى تطويرها، ونتمنى أن تنجز هذه المهمة، حتى لا تزيد المشروعات الفاشلة واحداً.

وعلى التوازى، فإن مصر التى تعيش فى حالة طوارئ منذ ربع قرن، جاءت فى ذيل القائمة فى أحدث تقرير دولى عن الحريات السياسية والمدنية لعام ٢٠٠٦، ورسبت مصر فى مؤشر الديمقراطية، وفقاً للدراسة التى أعدها مركز المعلومات التابع لمجلة «الإيكونوميست» الشهيرة عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ حصلت مصر على ٣٫٤ من مقياس ١٠، وفيما يتعلق بحرية الصحافة جاء ترتيب مصر الـ١٤٣ ضمن ١٦٧ دولة.

هذه الأرقام غيض من فيض عن حال مصر التى يدعى النظام الحاكم أنه حقق فيها «انطلاقة أولى» ويروج لـ«انطلاقة ثانية»، وإذا لم تستحِ فافعل ما شئت، وقل ما شئت.

 

omantoday

GMT 15:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 15:11 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 15:10 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة العشرين وقمة اللاحسم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عهد «مبارك» بالأرقام عهد «مبارك» بالأرقام



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab