«رضا إمام» وجائزة الدولة للتفوق 1  2

«رضا إمام» وجائزة الدولة للتفوق (1 - 2)

«رضا إمام» وجائزة الدولة للتفوق (1 - 2)

 عمان اليوم -

«رضا إمام» وجائزة الدولة للتفوق 1  2

بقلم : عمار علي حسن

تزامنت قراءتى لقصة قصيرة فى صحيفة «الأهرام» للأديب الكبير الذى يقطن مدينة دمنهور الأستاذ رضا إمام مع معرفتى خبر تقديمه لنيل جائزة الدولة للتفوق فى الأدب لهذا العام، وتذكرت القصص التى قرأتها له متناثرة فى البداية، وكانت تلفت انتباهى وتدهشنى، وتزود قاموسى اللغوى بمفردات جديدة دوماً، بما جعلنى أبحث عن مجموعاته التى تراكمت فى يدى تباعاً، إلى أن أحسنت «الهيئة العامة لقصور الثقافة» صنعاً، حين طبعت له ست مجموعات فى مجلد واحد، بما منحنى فرصة أن أطل على عالمه القصصى بنظرة شاملة إلى حد ما، وأن يترسخ لدىَّ اليقين بأهمية ما أبدع هذا الكاتب الذى يعمل فى صمت وتجرد وإباء، ولا يتكالب على شىء، ولا يطلب ممن حوله سوى أن يقرأوا ما كتب، ويجعلوه يقرأ ما كتبوه.

لا يقتصر دور رضا إمام على إبداع القصص، إنما يمتد إلى نقد أعمال الآخرين، والأهم من النقد هو ورش العمل التى ينظمها، ويخلص لها كقديس، ليساعد عدداً من الشبان على أن يصقلوا مواهبهم فى كتابة القصص القصيرة والأقاصيص، وهو جهد قلما يقبل أدباء كبار مثله على بذله فى ظل انشغالهم بما يكتبونه هم.

وقد لمست هذا بنفسى فى ندوات حضرتها بمدينة دمنهور، بدعوة من الكاتب الأستاذ كامل رحومة المشرف على «جمعية محبى عبدالوهاب المسيرى لتنمية الفنون والآداب» والأستاذ أحمد الهواش، مدير مكتبة مصر العامة، وأدركت مدى محبة أدباء البحيرة وغيرهم فى الدلتا لرضا إمام، واقتناعهم بمنجزه الإبداعى، وامتنانهم لما لمسوه فيه من حرص على أن يساهم فى صقل مواهبهم الغضة الواعدة.

وفى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يطلق رضا إمام على نفسه «راهب الأدب»، قد تكون تلك قناعته بعد أن نظر ملياً إلى حاله، وربما هى تسمية محبيه وبعض تلاميذه الذين استقر فى يقينهم أنه قد منح القصة القصيرة والأقصوصة من خياله ورؤيته وجهده الكثير وكان عائده من هذا القليل، لكنه لم يقنط، ولم يقلع عن الإمساك بالقلم، وواصل مشاكسة كل من حوله، وما حوله، الحجر والشجر والبشر، ليستنطق هؤلاء جميعاً، وما بينهم ومعهم وفوقهم وتحتهم، وعن يمينهم وشمالهم، ويجمع نثار الحروف صانعاً سبائك سردية متينة البنيان، تقول بلا مواربة إننا أمام أديب كبير، يمتلك أدواته، ويشحذ دوماً قريحته العامرة بالحكايا والخبايا، ويهديها إلينا بلا كلل ولا ملل، فى ست مجموعات قصصية، وأخرى فى الطريق، علاوة على قصص إضافية متناثرة بدأت تظهر فى صحف ودوريات، ستتتابع، لتصنع فى المستقبل مجموعة ثامنة.

ومع اتجاه وزارة الثقافة إلى الاهتمام بأدباء الأقاليم، كسراً لقاعدة «الرأس الكاسح والجسد الكسيح» التى جعلت كل شىء للعاصمة وفيها، أعتقد أنه سيكون من الإنصاف أن تذهب جائزة الدولة للتفوق فى الأدب هذا العام للأستاذ رضا إمام، بعد أن تقدم إليها بأعماله، وسيرته الذاتية. فما فى قصصه من جماليات ظاهرة، وأشكال فنية تتجدد باستمرار، يجعله يستحق هذا، وهو ما سنتناوله فى مقال الغد إن شاء الله تعالى.

omantoday

GMT 08:28 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

نهاية الأسبوع

GMT 08:49 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

قضاء وقدر!

GMT 03:16 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

الهرم المقلوب

GMT 04:30 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

محنة التابلت!

GMT 08:23 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

نهاية الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رضا إمام» وجائزة الدولة للتفوق 1  2 «رضا إمام» وجائزة الدولة للتفوق 1  2



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab