مطاردة شباب وسط البلد

مطاردة شباب وسط البلد

مطاردة شباب وسط البلد

 عمان اليوم -

مطاردة شباب وسط البلد

بقلم : عمار علي حسن

(1) ما حدث فى منطقة وسط البلد من اعتقال شباب جالسين على المقاهى، طريقة تمت تجربتها مئات المرات من قبل، وفشلت فشلاً ذريعاً فى قمع المظاهرات، ويبدو أن السلطة الحالية لم تتعلم من التجارب التى جاءت خلال السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير وفترة حكم الإخوان، الذين سعوا إلى سرقة الثورة، فأسقطتهم.

هذه ليست المرة الأولى، التى يهجم فيها الأمن على وسط البلد وغيرها، فالمصريون كلما حددوا موعداً للتظاهر، قامت قوات الأمن فى محاولات إجهاضية بالهجوم على مقاهى وسط البلد، ووصل الأمر إلى إغلاق بعضها».

وظنى أن تأثيرات هذه التصرفات ستكون سلبية على الشباب الذين يرتادون وسط البلد وغيرها، علاوة على أنها ربما تظهر أن السلطة الحالية خائفة من مظاهرات اليوم، وأنها سلطة قليلة الحيلة وليس لديها إلا طريقة واحدة فى معالجة الأمور، وهى القبض على الشباب.

ما حدث يدل على أن السلطة الحالية ستمضى فى طريقها بخصوص قضية الجزر، دون أن تتراجع. وخطورة ما يجرى حالياً أنه يعزز فكرة أن هناك اعتقالات، ففى السابق كانت ترد السلطة بأنه لم تعتقل أحداً، وأن عملية القبض تتم وفقاً لقانون التظاهر، لكن ما حدث لشباب وسط البلد، تم دون أن تكون هناك مظاهرات أصلاً.

(2) يبدو حديث الدكتور أحمد راسم النفيس عن دور عمرو بن العاص فى الفتنة الكبرى، واستدعاء ذلك فى بناء الحجج حول موضوع «جزر تيران وصنافير» أو غيرها من القضايا المعاصرة، هو نوع من العيش فى كهف التاريخ والاستسلام لهذا، رغم خطورته.

إن التاريخ اختيار ومرويات متعددة ومتشابكة والغامض فيها أكثر من الواضح، والباطن أقوى من الظاهر، لهذا فإن استعماله ليحدد مصائرنا الآن يشكل خطراً شديداً علينا.

ومن الضرورى خروج السنة والشيعة معاً من أسر أيام «الفتنة الكبرى» التى قسمت المسلمين، وهذه لحظة تاريخية قاسية نذكرها لنتجنب الوقوع فيها مرة أخرى، وليس لنحدد علاقاتنا الآن بناء عليها.

وكلام النفيس فى عمومه نوع من التسلف، الذى يعنى طغيان الماضى على الحاضر، الذى له شروطه وظروفه وأسئلته المغايرة، وهو ما لا يدركه النفيس أو لا يريد أن يدركه على أى حال.

(3) إذا كانت المواقع الثقافية على شبكة الإنترنت قد خففت من غلواء الناشرين على المبدعين، وسمحت للإبداع والنقد بأن يسرى إلى كل مكان عبر وسيلة اتصال تتعدى أى قيود أو حدود أو سدود فإن هذه المواقع تفتقد فى الغالب الأعم إلى العمق، وتفتح بابها أمام كل من هب ودب، فتتكدس فيها قصص رديئة وأشعار سطحية ونقد انطباعى، وتخلط بين الجاد والهازل، والحسن والردىء، فيخسر بواسطتها المبدعون الحقيقيون لحساب الهواة والدخلاء والمدعين.

ويستثنى من ذلك بالطبع المواقع التى تصدر عن جهات معروفة، أو الفروع الثقافية فى شبكات ومواقع إنترنت شهيرة تنتمى على مؤسسات كبرى معروفة، مثل «الجزيرة نت» و«العربية نت» و«إسلام أون لاين»... إلخ، فالمادة الثقافية التى تبث على تلك المواقع تحتفظ برصانتها ورفعتها وعمقها، كما هى الحال فى الصحف الورقية الجيدة، والمجلات والدوريات الثقافية المشهودة لها بالكفاءة.

أما مشكلة المشاكل، فهى مواقع «المدونين» من بين منتجى الأدب والثقافة، والتى تعج فى الغالب بأعمال تافهة وآراء عابرة تنطوى على مجاملات وادعاءات لا حصر لها، وترمى إلى الترويج لأشخاص بأعينهم وفرضهم على الناس فرضاً، عبر الملاحقة والمطاردة وتكثيف الكلام المشبع بالإطراء فى غير محله، والمدح فى غير موضعه.

omantoday

GMT 00:43 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

ظلال الجميزة.. «قصة قصيرة»

GMT 00:05 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 05:12 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

سيادة «القومندان» عارف أبوالعُرِّيف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطاردة شباب وسط البلد مطاردة شباب وسط البلد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab