رواية «قيس ونيللي» 12

رواية «قيس ونيللي» (1-2)

رواية «قيس ونيللي» (1-2)

 عمان اليوم -

رواية «قيس ونيللي» 12

عمار علي حسن

لم يمهل القدر الكاتب المصرى محمد ناجى حتى يرى روايته الأخيرة «قيس ونيللى» مطبوعة فى كتاب، بعد أن عكف على مراجعة مسوداتها ورسم غلافها الذى أبدعه أحمد اللباد، وإن كان قد تابع ردود الفعل على نشرها مسلسلة فى صحيفة «التحرير» القاهرية، مثلما كان يفعل مع رواياته الأخرى «خافية قمر» و«مقامات عربية» و«لحن الصباح» و«العايقة بنت الزين» و«رجل أبله.. امرأة تافهة» و«الأفندى» و«ليلة سفر»، إلى جانب ديوان شعره الوحيد «تسابيح النسيان»، ناهيك عن روايتين لم تنشرا، الأولى كتبها فى مطلع حياته وظلت حبيسة الأدراج بعنوان «البوليتيكى» والثانية وضع لمساته الأخيرة عليها قبل أن يغيّبه الموت وسماها «سيدة الماسينجر»، إلى جانب ديوان شعر آخر عنوانه «ذاكرة للنسيان»، نشرت جريدة «أخبار الأدب» بعض قصائده فى ملف واكب الغياب الأخير لصاحبه.

بدأ «ناجى» رحلته الأدبية شاعراً، ونشر قصائد أولى متفرقة فى دوريات ثقافية وألقى بعضها فى ندوات وملتقيات أدبية، إلا أنه لم يلبث أن انحاز إلى السرد، لكن الشعر بلاغةً ومفارقةً وصوراً وتكثيفاً وبصيرةً وبصراً لازَمَه طيلة حياته الروائية، مضمراً فى عباراته القصيرة المتوالية التى تتقدم بوعى نحو اكتمال المعنى، أو فى الحوارات التى تدور بين شخوص رواياته، أو فى وصف الطبيعة التى تحيط بما يجرى لأبطاله، أو دخائل أنفسهم وبواطنها.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الشعر لازَمَه فى عالمه الروائى كله من خلال بناء عالم فانتازى مدهش جعل كثيرين يطلقون عليه «ساحر الرواية»، لا سيما مع روايته الأولى «خافية قمر» التى نشرها وهو فى السابعة والأربعين من عمره، ولاقت استحسان النقاد والأدباء وحفرت لصاحبها اسماً منذ البداية فى عالم الأدب، وزودته هو بنكهة لم تفارقه فى أعماله الأخرى، لا سيما «مقامات عربية» التى حفلت بالتخييل والأسطرة جنباً إلى جنب مع الرمز من خلال إسقاط على حال العرب ومآلهم، مغموسة فى الموروث الشعبى الذى مثل دوماً معيناً طالما غرف منه ناجى بطريقة غير مباشرة. وحتى أعماله الواقعية مثل «الأفندى» لم تخلُ من شخصيات أسطورية تعيش عالماً خاصاً موازياً، منعمة بتصورات مغايرة عن الذات والعالم، بل إن أكثر أعماله فجاجة، حيث الذين يعيشون فى الهامش المنسى، صيغت بما جعل لهذا الهامش سحره وألقه المفعم بالمرارة المعتقة، والحافل بما يتداوله الناس من رؤى وأمثلة وحكم وتصورات وفهم وإدراك لأنفسهم وللحياة والكون كله.

وزاوج «ناجى» فى أعماله بين عالمى الريف والمدينة بحكم المسار الذى سلكه، نشأةً وتعليماً وعملاً، ومنحه تلك الخبرة التى صنعت موقفه من الحياة وأمدته بالشخصيات الثرية التى حفلت بها أعماله، وأغلبها إن لم يكن كلها شخصيات منكسرة قنوطة متحايلة، تحفر تحت جدر سميكة بغية أن تشق لنفسها مساراً بين الناس، أو تجد موضع قدم لها فى الزحام. فـ«ناجى» لم يحفل أبداً بصناعة «البطل الإشكالى»، المكتمل والمكتفى بذاته أو الذى لا يفعل إلا كل ما هو خير، لكنه قدم باحتراف شخوصاً من واقع الحياة، حتى إن حلّق فوق الواقع بخيال جامح فإن أساطيره أيضاً حزينة مجروحة، تمتثل فى النهاية لرؤى تذهب إلى أن الأصل فى الحياة هو الحزن والكبد والكدح والوجع وأن المسرات عابرة وربما تافهة.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

omantoday

GMT 15:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 15:11 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 15:10 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة العشرين وقمة اللاحسم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية «قيس ونيللي» 12 رواية «قيس ونيللي» 12



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab