الضخ العكسي

الضخ العكسي

الضخ العكسي

 عمان اليوم -

الضخ العكسي

عمرو الشوبكي

لم تكن قراءة فى الغيب حين كتبت، الخميس الماضى، عن «ما هو أخطر من الإرهاب»، قبل ساعات من عملية سيناء الإرهابية التى راح ضحيتها 30 شهيدا من رجال الجيش والشرطة، إنما كانت محاولة لوضع تصور مركب لحربنا على الإرهاب، التى مازالت لم تتجاوز الحل الأمنى كأسلوب شبه وحيد لمواجهته.

والمؤسف والصادم أنه حين يسقط فى مصر شهداء الجيش والشرطة، يتجاهل البعض نعيهم ولا يتألم لموتهم، إنما اعتاد أن يعبر عن شماتة يرددها بعض المأجورين، وتجاهل آخر من قِبَل بعض المغيبين، فى مقابل تضامن مؤكد من قِبَل ضمير هذا الشعب ونبضه الحى الذى عرف معنى وقيمة أن تكون شهيداً من أجل هذا الوطن.

والحقيقة، حين تتحدث عن حلول سياسية لمواجهة الإرهاب يهجم عليك البعض ويقول هل تريد أن تتحاور مع هؤلاء الذين يقتلون جنودنا فى سيناء؟ هل تريد أن تتحاور مع قيادة الإخوان التى تحرض كل يوم على العنف ويمارس فعليا بعض عناصرها الإرهاب؟ والإجابة البديهية: لا، ليس هؤلاء المستهدفين بأى حوار، فهل يتخيل أحد أن هناك عاقلاً أو وطنياً أو لديه مشاعر سوية يطلب الحوار مع هؤلاء القتلة المجرمين الذين كانوا يهللون أثناء التفجيرات الأخيرة ويرددون: الله أكبر- (والله منهم براء)- فرحا وشماتة بجريمتهم النكراء؟ بالطبع لا، فهؤلاء يستحقون العقاب من نفس جنس فعلتهم.

والحقيقة أننا نحتاج لحوار مع البيئة المجتمعية التى تدفع البعض أو القلة فى اتجاه التضامن وأحيانا ممارسة الإرهاب، فالخلل الرئيسى فى معركتنا مع الإرهاب يتعلق بتعريف بارد وحيادى للبيئة الحاضنة، خاصة فى سيناء، حجمها وطبيعتها إحباطاتها ومشاكلها، وهل هناك خطط سياسية مضادة وليست أمنية لتحييدها واستعادة دعمها للدولة المصرية؟

والسؤال: هل تحرك الإرهابيين فى سيناء بسهولة نسبية نتيجة فقط أموال الخارج، أم أن هناك بيئة حاضنة، ولو محدودة، تسهل تحركهم؟ هل ما جرى عقب اعتداء طابا فى 2004 من توسيع دائرة الاشتباه وتوقيف المئات من أبناء سيناء وإساءة معاملاتهم مثَّل بداية الشرخ فى العلاقة بين المركز القاهرى وأهل سيناء؟ وهل هناك قبائل فى سيناء تحمى أبناءها، حتى لو كانوا جزءا من شبكات دعم الإرهابيين نتيجة المنطق القبلى، وهو ما يعنى فى النهاية أن سيناء أصبحت بيئة حاضنة للإرهاب؟

والسؤال: كيف يمكن التعامل مع هذه البيئة الحاضنة بوسائل سياسية واجتماعية حتى يمكن استيعابها مرة أخرى على أرضية الدولة الوطنية المصرية ويتم فصل أى علاقة تضامن بينها وبين الجماعات الإرهابية، وبالتالى يمكن هزيمتها بسهولة، لأنها ستنتقل من حالة لها ظهير مجتمعى محدود إلى ظاهرة إجرامية منفصلة عن البيئة الحاضنة لها، وهذا هو بداية النهاية لأى ظاهرة إرهابية.

ما لا نريد الإجابة عنه ليس فى خطورة التنظيمات المتطرفة والإرهابية التى نواجهها، إنما فى كيفية وقف أى ضخ لدماء جديدة فى شرايين الإرهاب فى مصر، عن طريق مناقشة طبيعة البيئة الحاضنة التى تختلف فى سيناء عن باقى أرجاء الجمهورية.

فالمؤكد أن إرهاب الأسبوع الماضى دل على دخول شرائح جديدة إلى دائرة العنف، وهؤلاء أيضا لا يمكن مواجهتهم فقط بالأساليب الأمنية، فمصر بحاجة لأدوات سياسية تعمل على «الضخ العكسى» فى غير قنوات الإرهاب، وتحول دون تأثر مزيد من الشباب الذى لم ينتم تنظيمياً للإخوان بخطاب المظلومية والكراهية الإخوانى، وهو ما يستلزم مرة أخرى حواراً مجتمعياً وسياسياً مع هؤلاء لكى نحولهم من مشاريع إرهابيين إلى معارضين سياسيين.

omantoday

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضخ العكسي الضخ العكسي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab