كتابات مشرقة 22

كتابات مشرقة 2-2

كتابات مشرقة 2-2

 عمان اليوم -

كتابات مشرقة 22

عمرو الشوبكي

وصلنى كثير من التعليقات على ما نشرته على موضوع الطائفية فى العالم العربى وخاصة فى العراق، ومن بين هذه التعليقات جاءت رسالة الأستاذة فاطمة حافظ الجديرة بالقراءة والتأمل:

أخبار متعلقة

    كتابات مشرقة (1- 2)

عزيزى الدكتور عمرو الشوبكى:

تحية طيبة وبعد،

قرأت مقالك «نكبة سنة العراق» وقرأت الردود عليه فى مقال «الطائفية» وأرى أنه لا فائدة من اتهام السنة أو الشيعة أو التحزب لهذا أو لذاك، فكلنا ذاهبون إلى الجحيم ولن تفرق أبداً مَنْ بدأ ولا مَنْ أجج النَّار. هناك دولة تُمَول وتُنَمِّى متطرفى السنة وهناك أخرى تمول وتُنَمِّى متطرفى الشيعة أما شعوب الِملَتَيْن فهما من التخلف والجهل بمكان حتى لتستطيع بمستصغر صغير جداً من الشرر أن تشعلهما ليقتلا بعضهما البعض. أما مصير مصر فنحن الآن فى موقف صعب جداً، فكل الدول تتداعى من حولنا فالخلافات الطائفية لا يوجد فيها منتصر والكل خاسر، وكيان الدولة نفسها وتفككها هما النتيجة الحتمية للصراعات الطائفية. ونحن واقعون فى منطقة مُلَغَّمة من السهل جداً سحبنا إلى مستنقع لن نستطيع القيام منه. وقد رأينا كيف لفتنة قامت منذ عامين أن أدت ببعض الهمج للفتك بأربعة من المصريين الشيعة، كما أننا ومنذ السبعينات ونتيجة للتمويل الطائل والأمية نواجه فتنا طائفية عديدة كان آخرها حينما اعترض أهل قرية المصريين المذبوحين فى ليبيا على بناء كنيسة هناك.

أتفهم موقف مصر السياسى وحاجتها للمساعدات الخليجية، ولكن هذا لا يجب أبداً أن يعنى إعطاءهم الحق فى تغيير هويتنا. صحيح أن صاحب القرار السياسى يرى ما لا أراه ولكنى أعتقد أنه لا يوجد من يُقَدّم مساعدات بلا مقابل، فلا مكان للأُخُوّة ولا الشهامة فى لعبة السياسة، فحاجة السعودية لنا تساوى أو تزيد على حاجتنا لهم ولذلك لا داعى للإحساس الدائم تجاههم بالدونية وبالحاجة مما يكبل أيدينا عن اتخاذ إجراءات مخالفة لتوجهاتهم. ستتوقف مساعدات السعودية إن عاجلاً أو آجلاً، فهم لن يسمحوا لنا بمنافستهم على الزعامة.

ولذلك لا يجب أن نأمل كثيراً فى تغيير مواقف الدول الداعمة للتطرف على الجانبين ورجوعها للعقل، وللأسف ستشرب من الكأس التى ملأتها عن آخرها، فكما نعلم «من زرع حصد».

علينا أن نفتح طريقاً ثالثاً، نستحقه وسلكناه من قبل حينما كنّا نقود المنطقة للعلم والتنوير. طبعاً وضعنا صعب وحالتنا العلمية والثقافية فى الحضيض، ولكن يوجد بالتأكيد كوادر مصرية قادرة على إنهاض الأمة بطرق جديدة ليس من بينها الاعتماد على الأزهر وثورته الدينية التى لن تجىء ولا بالاعتماد على مدرسى وزارة التعليم الذين هم أصلاً فى حاجة إلى إعادة تأهيل. فى اعتقادى أول ما يجب على الدولة عمله هو التأكيد على احترام الدستور والقانون فقط، وتطبيقه على الجميع سواسية، وأن يتوقف المسؤولون عن التمسح بالدِّين كما كان يفعل الإخوان؛ فهذا قاض يستهل حكمه بآيات قرآنية ويؤكد مطابقة حكمه للشريعة بغض النظر عن الدستور، وهذا مسؤول يفتش فى نوايا الناس ويغلق مقهى «للملحدين»، وهذه جريدة تتهم مؤسسى الحزب العلمانى بالإلحاد! يجب أن يتوقف هذا العبث وتضع الدولة حداً لذلك عن طريق تأكيدها على الحياد التام تجاه المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم، والعمل على نشر ثقافة التسامح وإعلاء قيمة المواطنة والمدنية. أما كارثة التعليم فلن تُحَل بتغيير المناهج طالما من يغيرها هو من ألفها أول مرة، والحل فى صياغة مناهج جديدة تماماً تحض على الوطنية واحترام الاختلاف والتسامح والتعرف على الثقافات الأخرى، وإعطاء مساحة كبيرة لتاريخ مصر العَظِيم بكل مراحله المختلفة والاستفادة من عِبَرِه.

لابد لنا من التحرك سريعاً حتى نستطيع النهوض فمسيرة هدم هويتنا دامت كثيراً، ويجب علينا البدء حتى نزيح هذا الركام الضخم عن جسدنا حتى نستطيع أن نلحق بالعالم المتطور من حولنا.

مصر وحدها تستطيع أن توقف هذا العبث مِن حولنا. فليترك السيسى أمور البوتاجاز والعيش وتموين رمضان لحكومة كفؤة وليتفرغ للاستراتيجيات الكبرى والمصائب التى تحوطنا من كل جانب.

تحياتي

فاطمة حافظ

omantoday

GMT 19:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

عالم بلا عدالة

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتابات مشرقة 22 كتابات مشرقة 22



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab