نقاش الإبداع

نقاش الإبداع

نقاش الإبداع

 عمان اليوم -

نقاش الإبداع

عمرو الشوبكي

رفضت فى مقال حرية الرأى والتعبير، الذى نشر الثلاثاء الماضى، أن ينشر نص أحمد ناجى «استخدام الحياة» فى صحيفة عامة مملوكة للدولة والشعب، وأيضا رفضت عقاب أى شطط وانحراف بالكلمة بعقوبة الحبس.

ومع ذلك فقد هاجمت كل التعليقات التى تلقيتها هذا النص، واعتبرت أن نشره جريمة، وهى تعليقات مهمة تعكس قوة تيار غالب فى مصر لديه معاييره الدينية والأخلاقية (من خارج التيار الإسلامى) فى الحكم على هذه النوعية من النصوص «غير الأدبية».

وقد أرسل لى الأستاذ أسامة زكريا عمر نص العمل «غير الأدبى»، واضطررت أن أقرأ معظمه، وصدمت من بذاءته وضحالته ومع ذلك سأظل على موقفى لا يمكن أن أعتبر من أخطأ بالكلمة مثل ما أخطأ بالرصاص، وبين من كتب نصا تصور أنه أدبى، وبين من يسب ويشتم ويخون ويحرض وأعتبرهم سواء.

وقد كتب أستاذ أسامة قائلًا:

تعليقاً على مقالكم فى جريدة «المصرى اليوم»، ها هو النص الذى لم يتسنَّ لك قراءته من رواية استخدام الحياة لأحمد ناجى.

وبالطبع وكما قلت للمهندس محمد المفتى الأسبوع الماضى إن ما سمعته عن هذا النص يجعلنى لا أستطيع نشره، والآن بعد أن قرأت أجزاء منه (منك لله يا أستاذ أسامة) أرى أن نشره فى مؤسسة صحفية عامة كان خطأ كبيرا، وأنه كان يجب منعه لا سجن كاتبه.

واختتم أسامة زكريا عمر رسالته: انتهى النص، بعد أن أرسله لى كاملا، وأضاف:

هل هذا أدب؟ هل هذا النص يعتبر نصا أدبيا بأى معيار من معايير الأدب؟ لقد قرأت لنجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم (روايات ومسرحيات) وحتى الكتاب المعاصرين أمثال مكاوى سعيد وسعيد الكفراوى والمخزنجى والبساطى وبهاء طاهر، فلم أجد أى إسفاف أو ألفاظ بذيئة، ناهيك عن الابتذال فى السرد أو الحكى. انظر لنص رواية «واحة الغروب» لبهاء طاهر، واقرأ كيف كتب عن الجنس بشكل موظف درامياً ودون إسفاف أو ابتذال.

لقد كان فى مقدور هؤلاء جميعا استخدام «الحياة» فعلا عن طريق إضافة أى كلمة تروق لهم فى أعمالهم الأدبية الرصينة لكنهم لم يفعلوا. لماذا؟ لأن هذا الفعل يندرج تحت بند البحث عن الشهرة بأى ثمن ولو كان على حساب الأخلاق والذوق، اللذين يعتبران من أهداف الأدب والفنون عامة الارتقاء بهما ضمن أهداف راقية أخرى.

وتعليقا على الجملة التى قلت فيها: «الحقيقة أنى لم أقرأ النص، ولكن ذُكر لى جانب من مضمونه»

علقت د. إيمان عبدالغنى الأستاذ بكلية طب الزقازيق قائلة:

أرى أنه كان من الواجب إن حضرتك تقرأه قبل نشر المقالة.. لو كنت اطلعت عليه لكنت غيرت كثيراً من رأيك.. صدقنى يا دكتور شىء ما وراء الخيال، شىء لا يصدقه عقل كلام مدمنين.. حاجة تدعو لنشر القباحة والاستباحة والوقاحة والفاحشة بألفاظ جنسية.

أنا مستغربة من إن حضرتك تحاول تدافع عن عمل دون أن تطلع عليه.

والحقيقة أنى لم أدافع فى المقال السابق، ولا فى هذا المقال عن العمل مطلقا، إنما طالبت بأن يكون هناك عقاب غير الحبس، وأن النشر فى مؤسسة عامة يجب أن تحكمه احترام القيم السائدة داخل المجتمع والمقننة فى الدستور والقانون، وإلا لماذا لا تنشر المؤسسات الغربية أى اجتهادات تتعلق بأرقام ضحايا أفران الغاز من اليهود أو التشكيك فيها؟، لأن هذه المسألة صارت بمثابة قيمة حاكمة داخل المجتمعات الغربية (أيا كانت أسبابها) وفى مجتمعاتنا أيضا تعتبر البذاءة أو إهانة الأديان والسخرية منها أموراً لا يقبلها المجتمع، وهى مسألة يجب أن تحترم بالمحاسبة بعقوبة أخرى غير السجن.

omantoday

GMT 22:23 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحرب الإلكترونية

GMT 21:52 2023 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء

GMT 20:31 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس الإصلاحي

GMT 22:08 2023 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

المناظرات الكبرى!

GMT 23:47 2023 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

لا يسكنون الوطن ولكن الوطن يسكنهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاش الإبداع نقاش الإبداع



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab