بقلم : عمرو الشوبكي
أثار اختفاء لاعب المصارعة الشاب سيف شكرى في مطار دبى جدلًا واسعًا تجاوز الأوساط الرياضية ليصل إلى قطاعات داخل المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.
وكان اللاعب ضمن بعثة منتخب المصارعة التي أنهت معسكرها في قيرغيزستان استعدادًا لبطولة العالم تحت 23 سنة، وأثناء التوقف ترانزيت في مطار دبى للعودة إلى القاهرة، اختفى اللاعب، واتصل بوالده وقال إنه وصل إلى بولندا.
والحقيقة أن هذه الواقعة تُعد الثانية في أقل من ثلاثة شهور، حيث سبق أن ذهب لاعب المصارعة الدولى أحمد فؤاد بغدودة إلى فرنسا عقب حصوله على الميدالية الفضية في بطولة إفريقيا بتونس، وسمعنا حديث والده عن ظروفه المعيشية الصعبة وحجم المعاناة التي تعرض لها وتجاهله ماديًّا ومعنويًّا، مما دفعه إلى الذهاب لفرنسا بدلًا من العودة مع منتخب بلاده إلى مصر.
كما شهدنا مؤخرًا ظاهرة تجنس عدد من الأبطال الرياضيين بجنسيات دول أخرى بعد معاناة مع اتحادات اللعبة، مثلما فعل مؤخرًا الأخوان محمد ومروان الشوربجى، (المصنف السادس عالميًّا)، لاعبا الاسكواش المصريان، بتجنسهما بجنسية بريطانيا وتمثيلهما للمنتخب البريطانى في البطولات الدولية.
وقد أثار قرار الأخوين جدلًا واسعًا في مصر، وفتح عليهما باب هجوم من مسؤولين رياضيين وإعلاميين باعتبار أن الجنسية انتماء ووطن، وهى «مثل الأم مهما كانت أزماتها يجب عدم التخلى عنها»، في حين تحدث كثيرون عن المعاناة التي عاشها الأخوان مع اتحاد اللعبة، وحجم التجاهل المادى والمعنوى الذي تعرضا له، مما دفعهما إلى الحصول على جنسية دولة أخرى.
وأخيرًا جاء التسجيل المصور لوالدة بطل العالم في «الكونغ فو»، عمر شتا، والتى عرضت ميدالية ابنها للبيع لعدم تقديم أي دعم مالى له، بل غياب الدعم المعنوى أيضًا لأن حتى درجات التفوق الرياضى لم يحصل عليها، وقالت إنه بسبب «اللوائح».
وقد أسهب أبطال الألعاب الفردية في الحديث عن الظروف الصعبة المحيطة بهم ماديًّا ومعنويًّا، وأشار كثيرون إلى تركيز الهيئات الرياضية على كرة القدم، وقارنوا ما يحصلون عليه بما يحصل عليه لاعبو كرة القدم، وأضافوا أنهم حققوا لمصر ميداليات في البطولات العالمية، وهو ما لم يحدث في كرة القدم إلا على المستوى الإفريقى.
إن تكرار هذه الحوادث يتطلب من الهيئات الرياضية مراجعة فورية لسياساتها وأدائها فيما يخص الألعاب الفردية، التي أخرجت لمصر أبطالًا كبارًا وحان الوقت لفتح هذا الملف بشكل شامل يصحح الأوضاع الخاطئة التي أدت إلى مغادرة عشرات الأبطال للبلاد وإحباط مئات آخرين بسبب ظروفهم الصعبة.
المقارنة مع لاعبى كرة القدم مفهومة بعيدًا عن مسألة النجومية، التي تخص لاعبى كرة القدم في كل بلاد العالم، إنما في الحد المطلوب من المردود المادى والتكريم المعنوى، الذي يتطلب التعامل مع كثير من لاعبى الألعاب الفردية كأبطال أو مشروعات أبطال بعيدًا عن القيود البيروقراطية.