صيف أثينا

صيف أثينا

صيف أثينا

 عمان اليوم -

صيف أثينا

بقلم:عمرو الشوبكي

هي المرة الأولى التي أزور فيها العاصمة اليونانية أثينا لحضور ورشة عمل، قبل عيد الأضحى مباشرة، عن الحوار المتوسطى في قضايا الطاقة والهجرة، (التى باتت عنوانًا رئيسيًّا في معظم الحوارات مع الجانب الأوروبى) والتغير المناخى والأمن والنزاعات الإقليمية.

وقد ركزت في هذه الرحلة على استثمار وقت الفراغ في اكتشاف معالم المدينة، وكانت الجلسة الافتتاحية على عشاء عمل يبدأ في السابعة مساء، وأصبح عندى منذ وصولى إلى الفندق في الصباح 7 ساعات كاملة لاكتشاف جانب من معالم العاصمة، فخرجت إلى شارع أثينا في وسط البلد، وتمشيت لأربع ساعات كاملة، ووجدت مدينة تشبه جانبًا من القاهرة والإسكندرية دون تطوير، وخاصة الأخيرة، فقد احتفظ اليونانيون بتاريخهم وشوارعهم ومبانيهم القديمة كما هي، ولم يُحدثوا فيها أي هدم أو تشويه، فأصبح البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة يزوره ثلاثة أضعاف هذا الرقم من السياح.

ذهبت إلى السوق الشهيرة بلاكا (Plaka)، وهى عبارة عن سوق يُباع فيها كل شىء، وهى تشبه أسواق كثير من مدن البحر الأبيض المتوسط، واحتفظوا بها كما هي دون أي عبث أو تغيير في المعمار، إنما فقط في النظام والنظافة، ومن هناك استقللت التاكسى إلى معلم المدينة الأشهر «الأكروبول»، فدفعت «5 يورو»، وهو سعر مصرى لأنه يكاد يكون مستحيلًا أن تستقل التاكسى في أي مدينة أوروبية أخرى، وتدفع هذا المبلغ.

ستجد في اليونان مقاهى طاولتها وكراسيها صورة طبق الأصل من مقاهى الإسكندرية الشعبية، وفوقها نفس العمارة التي تجدها عندنا في وسط البلد، وطبعًا القهوة «التركى» يُفضل أن تقول عليها قهوة «يونانى».

تعقيدات العلاقة بين الأتراك واليونانيين حاضرة ليس فقط وسط النخب، إنما لدى قطاع كبير من الناس، فهنا ثقل التاريخ وإرث الإمبراطورية العثمانية حاضر، بجانب ما يعتبره اليونانيون النزعة التوسعية لتركيا، وهذا ما جعل سفيرًا يونانيًّا سابقًا يقول إن اليونانيين يقدرون بشكل استثنائى فرنسا لأنها وقعت اتفاق دفاع مشترك مع اليونان عقب تصاعد الخلاف مع تركيا قبل عامين، وهو ما مثل رادعًا للجانب التركى.

ورغم تشابه الأتراك واليونانيين في أشياء، فإنهم يختلفون في أشياء كثيرة أخرى، وأهمها أن اليونان بلد صغير، إمبراطوريته القديمة تاريخ لا تسعى إلى إحيائه، إنما على عكس تركيا، فإمبراطوريتها العثمانية «تاريخ حاضر» حتى اللحظة.

اليونان بلد روحه قريبة إلى مصر، فلازلت حتى الآن تجد مَن يقول لك إن أهله عاشوا في الإسكندرية، وقابلت سيدة، تجاوزت السبعين من عمرها، ولا تزال تذكر «أيامها الحلوة» في مدرسة الإبراهيمية في الإسكندرية، التي غادرتها في الثالثة عشرة من عمرها، ولكن يبقى الفارق أنهم يمتلكون تاريخًا وإرثًا، مهما كان بسيطًا حافظوا عليه، ولم يفرطوا فيه، فتقدموا، وصاروا مركزًا سياحيًّا وتجاريًّا، رغم مشاكلهم المعروفة

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيف أثينا صيف أثينا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 16:46 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 عمان اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab