بقلم:عمرو الشوبكي
توحيد المصرف المركزى الليبى خطوة إيجابية في اتجاه الطريق الوعر لتوحيد مؤسسات الدولة، وهى خطوة لم يلحق المتابعون للشأن الليبى أن يفرحوا بها لأنه تواكب معها إصدار مركز «ويلسون» الأمريكى للأبحاث 5 سيناريوهات للانتخابات الليبية، سبق أن أشرنا لبعضها، وغالبيتها للأسف قاتمة. وقد توقعت الباحثة «أديسون إميج»، في ورقتها التي نشرها مركز «ويلسون»، 5 احتمالات بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، كما هو مقرر نهاية العام 2023، وأبدت تشاؤمها بشأن إمكان إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
السيناريو الأول، الذي يكاد يكون الوحيد الذي يحمل نبرة تفاؤل، يرى إمكانية إجراء انتخابات ناجحة، «على الرغم من أنه سيكون سيناريو غير مرجح بدرجة كبيرة».
وقالت «إميج»: «قد يصل القادة السياسيون في ليبيا إلى توافق بشأن قوانين الانتخابات، وإجراء انتخابات ذات مصداقية، وهو ما من شأنه وضع البلاد من جديد على مسار التوافق الوطنى، ومعالجة الأزمات المختلفة التي تعانى منها البلاد، مثل الفساد ومشكلة المجموعات المسلحة والوضع الاقتصادى».
السيناريو الثانى، الأكثر ترجيحًا في نظر الباحثة، وهو تأجيل الانتخابات مرة أخرى، مع بقاء بعض النقاط الخلافية دون حل.
أما الاحتمال الثالث فهو إجراء الانتخابات، لكنها ستُعتبر غير شرعية أو متنازعًا عليها. وهنا أشارت إلى الفساد المستشرى في ليبيا، خصوصًا بين الطبقة السياسية، وسط شكوك في إمكان إجراء انتخابات حرة ونزيهة تتمتع بالشرعية.
وقالت: «الخلاف الكبير بشأن قوانين الانتخابات يسمح للمشاركين بالتشكيك في شرعية العملية الانتخابية أو نتائجها التي لن تكون مرضية بالنسبة لهم».
وتابعت محذرة: «من شأن الانتخابات غير الشرعية أو المتنازع عليها أن تعرقل قدرة الحكومة المنتخبة على حكم ليبيا وتوحيدها. كما يمكن أن تؤدى إلى استمرار الانقسامات داخل البلاد أو تصعيد الصراع».
وقد تحدثت الباحثة في السيناريو الرابع عن إجراء الانتخابات كما هو مقرر لكن دون تغيير حقيقى في الأوضاع على الأرض، مشيرة إلى اعتقاد الكثيرين (ونحن منهم) أن إجراء الانتخابات في ذاته لن يسهم في حل الأزمات المتعددة التي تعانى منها البلاد.
أما السيناريو الخامس والأخير فجاء في شكل تحذيرى، حيث أشارت إلى مخاطر تفاقم العنف ونشوب صراع جديد نتيجة الخلاف حول الانتخابات، مشيرة إلى أن الانتشار الواسع للتشكيلات المسلحة في أرجاء البلاد، والانقسامات العميقة بين القادة السياسيين قد يفاقم التوترات الموجودة.
الحقيقة أن الانتخابات الليبية- وهو ما سبق أن أشرنا إليه مرات عديدة- تمثل فرصة حقيقية لا بديل عنها لخروج ليبيا من أزماتها، بشرطين: الأول ألا تجرى بين متنافسين بينهم «عداءات صفرية»، ويمثل نجاح أىٍّ منهم تهديدًا «وجوديًا» لباقى الأطراف مما يجعلها منذ البداية انتخابات متنازعًا عليها، والثانى وهو الأهم أن يضمن المجتمع الدولى بكل الطرق وأدوات الضغط احترام نتيجة الانتخابات.