صالح جودت

صالح جودت

صالح جودت

 عمان اليوم -

صالح جودت

بقلم:عمرو الشوبكي

فيلم ألمظ وعبده الحامولى حفل بالأغانى الجميلة التى شارك فى تلحينها كل من محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وكمال الطويل ومحمد الموجى وبليغ حمدى وعلى إسماعيل، وكلها من كلمات الشاعر صالح جودت. فى هذا الفيلم تغنّى عادل مأمون بأغنية «ياللى سامعنى» التى صارت أيقونته طوال مسيرته الغنائية، وقد أبدع كمال الطويل فى تلحينها، فقدمها كأغنية تراثية لعبده الحامولى، بينما هى أغنية عصرية تحمل بصمات كاتبها الذى كانت له مفردات متميزة عُرف بها دون سواه فى دنيا الشعر الغنائى، مثل مصطلح «نجوم سعده» الذى كرره فى أكثر من أغنية. لطالما أعجبنى فى هذه الأغنية قول المؤلف: قولوا لطيرى اللى سارح..عشه ما بين الجوارح. رأيتها كلمات طازجة لم يسبقه إليها أحد، فعلى حد علمى لم يكتب شاعر غنائى كلمة جوارح بمعنى الطيور الجارحة من قبل.. ثم يكمل: هاجعل ضلوعى غصونه وأعز حسنه وأصونه وأرويه بدمع الحنان.

لكنى فوجئت فيما بعد بأن كلمة جوارح التى أعجبتنى ليست موجودة وأن صالح جودت يقول عشه ما بين «الجوانح» بمعنى بين الضلوع فى أعماق القلب. لا أدرى لماذا أحسست بالغضب نتيجة هذا الاكتشاف، ولعل السبب أن هذه النتيجة قد سحبت الإعجاب الذى أسبغته على المؤلف البارع وهو يحذر الحبيبة عندما صورها عصفورة صغيرة تتهور دون تبصر وتبنى عشها ما بين النسور والعقبان دون أن تتحسب للعواقب. هذا المعنى رأيته أجمل كثيراً من «عشه ما بين الجوانح» الذى استُهلك فى الكثير من الأغانى، خاصة لعمنا رامى.

هذا لا يعنى أن الأغنية صارت فى نظرى سيئة لا سمح الله، فهى قطعة فنية بديعة قدمها كمال الطويل وهو فى ذروة عطائه الفنى وكتبها بمقدرة صالح جودت الذى حمل على كاهله كتابة كل أغانى الفيلم وحواره كذلك، وكلنا نعرف رهافة هذا الشاعر وموهبته الكبيرة، ولعله لم يأخذ المكانة التى يستحقها بين شعراء الأغنية الكبار، بسبب المعارك السياسية الطاحنة التى دخلها وتقلباته الحادة فى المواقف بين العهود والحقب، فقد مدح الملك فاروق كما لم يمدحه أحد فى أغنية «الفنون» وغيرها، لكنه لعن فاروق بعد ذلك وتحمس لعبد الناصر ونظامه، ثم قام فى فترة لاحقة بذم حكم ناصر ووضع قلمه فى خدمة السادات فى مقالات وقصائد شهيرة، وقد كان فى سجالاته على صفحات الجرائد والمجلات حاداً شديد الخشونة، وقد نالت خشونته هذه من الكُتاب والنقاد الذين كانوا خليقين بالكتابة عن تجربته الشعرية الخاصة فتحولوا إلى خصوم، ولم ينجح إعجابهم بشعره فى إزالة المرارة من حلوقهم، فتجاهلوه فى أحسن الأحوال وأكثرها موضوعية!.

أما أغنية ياللى سامعنى، فما زالت تطربنى وما زلت أفضل لو أنه قال عشه ما بين الجوارح، رغم إدراكى بأن الرجل حر فيما يقول ولست أنا الذى سأملى عليه أشعاره.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صالح جودت صالح جودت



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab