أمريكا حليفة أم عدوة

أمريكا حليفة أم عدوة؟

أمريكا حليفة أم عدوة؟

 عمان اليوم -

أمريكا حليفة أم عدوة

بقلم ـ عمرو الشوبكي

لم يستطع الكثيرون أن يصوغوا توصيفا دقيقا لطبيعة علاقة مصر بأمريكا؟ هل هو تحالف أم عداء أم حياد؟ ولم يفهم البعض الآخر ادعاء النضال ضد أمريكا، فى الوقت الذى لا تواجه مصر فيه أمريكا فى أى ساحة سياسية أو اقتصادية، ففى الأولى نحن نعيش عصر ما بعد الأيديولوجيات، فلم تعد مصر الاشتراكية التحررية تواجه أمريكا الرأسمالية الاستعمارية، وأصبحت السياسة تعنى للبعض: سمك لبن تمر هندى، حتى أصبح نظامنا السياسى خليطا من السلفية والاشتراكية والليبرالية، أما فى الاقتصاد فأمريكا هى الداعم الغربى الأول لمصر على مدار 40 عاما، وهى البلد الوحيد الذى يعطى لمصر معونة لم ترفضها مصر، حتى لو هاجمها الإعلام أحيانا، رغم أنها لا تتجاوز 2% من قيمة دخلنا القومى.

والحقيقة أن الإطار (Frame) المستخدم فى تحليل العلاقات المصرية الأمريكية قاصر، ويتعمد استدعاء شعارات لا علاقة لها بجوهر تلك العلاقة وأزماتها، فلم يعد متسقا مع توجهاتنا الحالية استدعاء خطاب التحرر الوطنى، الذى قاده عبدالناصر فى مواجهة أمريكا حين كان الرجل يواجه المشروعات الاستعمارية فى المنطقة، ومثّل دعم أمريكا الفَجّ لإسرائيل طوال الستينيات سببا فى احتلالها الأراضى العربية، وحجر عثرة أمام أى انتصار مصرى كامل على إسرائيل.

أما الآن فنحن نعيش عصر السلام مع إسرائيل منذ 40 عاما، وأصبحنا لا نواجه أمريكا فى أى ساحة سياسية واقتصادية، خاصة عقب وصول ترامب للسلطة وشيوع نظرية الكيمياء التى ربطت علاقته بالرئيس السيسى. إذن أين المشكلة فى علاقات البلدين؟ المشكلة فى الحقيقة لا تتعلق بسيادة مصر ولا كرامتها- اللتين يجب أن تكونا مصونتين فى أى علاقة مع أى دولة كبرى أو صغرى- إنما تتعلق أساسا بالأداء المصرى وحسن تدبير الأمور وكيف يمكن التعامل مع العالم الخارجى، فعمليا مصر- رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة- فإنها يمكن أن تستغنى دون أضرار تُذكر عن المعونة الاقتصادية الأمريكية، ولكنها تحتاج خطابا جديدا للتعامل مع أمريكا وباقى دول العالم، يتجاوز حالة التخبط والسطحية ونظريات المؤامرة البلهاء فى إدارة علاقتنا بالعالم الخارجى، بما فى ذلك من تغيير واقعنا الداخلى واحترام مبادئ دولة القانون لصالح المصريين وليس أمريكا.

إن هناك ثمنا للتحالف مع ترامب، كما أن هناك ثمنا لأى تحالف مع الديمقراطيين فى حال عادوا للسلطة مرة أخرى، (وهو متوقع فى الانتخابات القادمة)، وعلينا أن نُصدر كلاما عاقلا، وأن نقول كلاما سياسيا، حتى لا تتحول بعض برامجنا وتصريحات بعض مسؤولينا إلى مثار سخرية دول العالم، ونتوقف عن اعتبار أن العالم يتآمر علينا من روسيا إلى أمريكا، ومن أوروبا إلى الصين (اعتبر تقرير صحفى مصرى مؤخرا أن اختيار ناقلة روسية محيطا متجمدا لتبحر فيه بدلا من قناة السويس مخطط لضرب اقتصاد مصر).

المطلوب ليس استمرار التحالف القائم على المعونة الأمريكية لأن أسبابه سقطت منذ ثورة يناير، ولا مطلوب فتح صفحة عداء مع أمريكا لأن نموذجنا السياسى ليس هو النموذج الإيرانى ولا الكورى الشمالى ولا حتى الفنزويلى، إنما المطلوب إدارة علاقة قائمة على المصالح المشتركة والاعتماد المتبادل بين البلدين، نؤسس فيها لقيم الشفافية والكفاءة والوضوح، وهى قيم فقدناها فى الداخل، فضَرّتنا فى الخارج.

omantoday

GMT 22:23 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحرب الإلكترونية

GMT 21:52 2023 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء

GMT 20:31 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس الإصلاحي

GMT 22:08 2023 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

المناظرات الكبرى!

GMT 23:47 2023 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

لا يسكنون الوطن ولكن الوطن يسكنهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا حليفة أم عدوة أمريكا حليفة أم عدوة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab