محاربة الفساد 1 2

محاربة الفساد (1- 2)

محاربة الفساد (1- 2)

 عمان اليوم -

محاربة الفساد 1 2

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت رسالة من المهندس السكندرى فتحى أحمد سالم تحت عنوان «محاربة الفساد »، هذا مضمونها:

السيد الدكتور عمرو الشوبكى

تحية طيبة، وبعد..

قبل أن أعرض عليكم وجهة نظرى كمواطن حريص على قراءه كل ما تكتب احتراماً وتقديراً لحسك الوطنى الذى لا يخفى على أحد، خاصة وأنتم أكاديمى وشخصية عامة يُشار إليها بالبنان، أشير لكم أن من يكتب لك هذا الخطاب هو مواطن مصرى من جيل (عصر النهضة، أى حقبة ناصر)، والتى للأسف لم تكتمل، ثم جاء العبور العظيم وأحيا فينا الأمل، ثم مرّت عقود كاملة تعاقبت عليه فيها حكومات أخذت منه أكثر مما أعطته، وظل صابراً راجياً منتظراً حدوث الفرج وبزوغ الشمس حتى يواكب الركب الحضارى الذى يموج فى العالم من حولنا إلى أن حدثت «الهوجة» ولن أطلق عليها «ثورة»، لأنها كادت تأكل الأخضر واليابس، وكادت الدولة تذهب أدراج الرياح ثم حدث ما حدث والذى تعرفه أكثر منى حتى وصلنا الآن إلى وضع فى كل مناحى الحياة لا نُحسد عليه، وقد كنت خارج البلاد طوال ثلاثة عقود كاملة، ثم عدت مؤخراً إلى مصرنا الغالية لأجد كل هذه المثالب. فقط لى تعقيب بسيط على مقالك الأخير بعنوان «تحية لمجلس الدولة»، تتحدث فيه عن موضوع الفساد، خاصة وأنت تقول: إن مشكلتنا هى فى التستر على الفساد أو فى محاسبة من يواجه الفساد بدلًا من محاسبة الفاسدين أو الكشف عن الفساد، حسب الأهواء والحسبة السياسية، وإذا أكرمنا الله بمؤسسة تواجه الفساد فعادة ما يكون هذا بعيداً عن المؤسسات الحساسة الكبيرة، وإذا قامت بعملها وضبطت فساداً فى مؤسسة كبيرة وأحد حصون العدالة فإن البعض يعتبرها فرصة لتصفية حسابات لا محل لها من الإعراب. وأقول أنا: بارك الله فيك وأضيف (لا فض فوك) إنه وصف رائع لمنظومة الفساد لدينا. وهذا ينطبق تماماً مع الوصف التاريخى المبهر الذى أفرزته القريحة الفذة للشاعر «المتنبى» منذ ألف عام عندما قال بيت الشعر الشهير: نامت نواطير مصر عن ثعالبها.. وقد بشمن وما تفنى العناقيد. ورغم يا سيدى تشخيص الداء ومعرفته منذ ألف عام، وكما يقولون إنه نصف طريق العلاج، إلا أننا لم ولن نفعل شيئًا لاستئصاله والجميع يعرف السبب الذى أعفى نفسى من ذكره. أتعرف لماذا؟ إنه الخوف الذى لا يبنى الأوطان! حيث إن الدولة ليست وظيفتها فقط السيطرة على الفرد، بل توسيع مداركه وتوفير جو شفاف ديمقراطى يطلق إيجابياته وإبداعاته، أما إذا أدت هذه السيطرة إلى الطغيان فإن الفئة الباقية صاحبة الضمير فى المجتمع سوف تتوارى وتلزم الصمت، وهنا الطامة الكبرى!! ناهيك عن أشياء أحدثت شرخاً فى وجدان المواطن، منها قضيتكم المطروحة على الساحة منذ عام تقريباً، وهو امتناع مجلس النواب عن تنفيذ حكم النقض واجب النفاذ لعضويتكم بمجلس النواب، ضاربين بالدستور عرض الحائط، فكيف نطالب الناس باحترام الدستور والقانون، وكما يقولون فاقد الشىء لا يعطيه، وشرخ آخر أدهى وأمر، وهى الجملة المرادفة لكل قضية فساد كبرى بمنع النشر فى القضية.

مشكلتنا فى مصر أننا نطبق مقولة: إذا سرق الفقير أقمتم عليه الحد، وأضيف أنا و«فضحتموه»، أما إذا سرق الغنى تركتموه، وأضيف أنا «سترتموه» وكفى.

وفى النهاية، اسمح لى أن أطرح عليكم سؤالًا متعشمًا فى عقلك الراجح: هل الدولة فعلاً جادة فى محاربة الفساد؟

مهندس/ فتحى أحمد سالم

فيكتوريا- الإسكندرية

والإجابة عن هذا السؤال فى مقال الغد مع زاوية أخرى فى الحديث عن محاربة الفساد.

المصدر : صحيفة الأهرام

omantoday

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أقصى اليمين القادم

GMT 19:24 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شعار حماية المدنيين

GMT 10:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الدعم المطلق

GMT 11:09 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

ما بعد الاجتياح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاربة الفساد 1 2 محاربة الفساد 1 2



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab