بقلم:عمرو الشوبكي
نجحت البحرين فى تنظيم القمة العربية فى عاصمتها المنامة وربحت حضورا عربيا مهما ومؤثرا دعم الهوية العربية للبحرين، فى مواجهة تهديدات كثيرة تتعرض لها.
أما على مستوى المضمون فباستثناء كلمة الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» التى حملت معانى ورسائل شديدة الأهمية وبدت متعاطفة ومحبة للحضارة العربية الإسلامية وأكثر عروبية من كثير من الأطراف العربية، وباستثناء مصر، فإن باقى الكلمات كانت عادية وحملت معانى سبق الاستماع إليها فى قمم سابقة.
أما البيان الختامى فتضمن ١٩ نقطة، كثير منها تلمحه فى قمم سابقة وبعضه بدا جديدا، وفى كلتا الحالتين المهم تنفيذ ولو جانب من هذه النقاط.
فقد جاء فى النقطة الثالثة من البيان أهمية استمرار اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة فى جهودها المستهدفة «وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة»، كما جاء فى نقطة أخرى مطالبة قوات الاحتلال الإسرائيلى مثلما تطالب تقريبا كل دول العالم، «بتوفير الحماية للمدنيين، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين» وهى مفردات يقولها أيضا المجتمع الدولى.
وقد أكدت القمة مثل باقى القمم العربية على «الموقف العربى الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية وعصب السلام والاستقرار فى المنطقة»، ورفض كل محاولات تهجير الشعب الفلسطينى داخل أرضه أو إلى خارجها.
كما أيدت القمة الدعوة، لعقد مؤتمر دولى للسلام، و«اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية».
كما دعا المؤتمر إلى نقطة ثانية جديدة وهى «نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة فى الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين».
كما طالبت القمة فى نقطة ثالثة جديدة مجلس الأمن تحت الفصل السابع بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة والمتواصلة الأراضى، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما رحبت القمة فى بيانها الختامى بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى اجتماعها بشأن طلب دولة فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بتأييد من 143 دولة، وتدعو مجلس الأمن الدولى إلى إعادة النظر فى رفضه بفيتو أمريكى قرار الاعتراف بدولة فلسطين.
كما لم تنس القمة دولا مثل لبنان والسودان وليبيا واليمن بكلام طيب سبق وتكرر فى قمم سابقة، فى حين أن الواقع يشير إلى أن المبعوثين الذين يحاولون حل مشاكل هذه الدول تختارهم الأمم المتحدة وليس الجامعة العربية ويوصفون «بالمبعوثين الأمميين».
ستبقى النقاط الثلاث الجديدة التى تضمنها البيان الختامى لقمة البحرين؛ الخاصة بمؤتمر دولى للسلام وإرسال قوات حفظ السلام وإقامة الدولة الفلسطينية تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة- نقاطا مهمة وجديدة، ولكن التحدى الحقيقى هو تنفيذها وهو أمر يتطلب جهودا كبيرة واستثنائية من الدول العربية مازالت غير موجودة.