عالمان

عالمان

عالمان

 عمان اليوم -

عالمان

بقلم:عمرو الشوبكي

من يتابع الإعلام الغربى وخطاب أغلب السياسيين هناك حول غزة، سيكتشف الفارق الكبير بين نظرتهم للعدوان الإسرائيلى ونظرة الرأى العام العربى والعالمى وأصوات الضمير فى الغرب نفسه، بحيث يمكن القول إننا أصبحنا أمام عالمين، أحدهما يشجع ويبرر قتل الفلسطينيين والثانى يرفضه. يقينًا كثير من المنصات الإعلامية يتبنى الرواية الإسرائيلية بشكل منحاز لا يمكن وصف درجته إلا لو تمت متابعة القنوات الإخبارية المحلية الأوروبية، وليس بى بى سى أو فرنسا ٢٤.

ولقد تابعت، أمس، عددًا من القنوات الإخبارية الفرنسية، مثل BFMTV وC8 وغيرهما، وكانت جميعًا تركز فى برامجها على عنوان واحد تزايد الاعتداءات المُعادية للسامية فى فرنسا وعدم رؤية ما جرى فى الأراضى الفلسطينية من جرائم قبل عملية ٧ أكتوبر وما يجرى حاليًا من مجازر، واختزال الصراع كله فى هذه «العملية البربرية» والإرهابية.

أما رئيس الوزراء الفرنسى السابق، مانويل فالس، فقد صرح فى حوار إذاعى امتد لأكثر من نصف ساعة، بأن دعم إسرائيل هو دعم للديمقراطية ولنموذج ثقافى غربى فى مواجهة الإرهاب وجماعات الإسلام السياسى الذين يعتبروننا كفارًا ويعملون من أجل فرض مبادئ الشريعة علينا وهم يكرهون نموذجنا ويعادون المِثلية الجنسية.

والحقيقة أن النقاش الحالى ليس حول أى النماذج السياسية والثقافية أفضل للعالم، ومنها العالم العربى، وليس حول نموذج حماس، إنما حول قضية تحرر شعب من الاحتلال، وهى مازالت لم تحل بسبب الدعم الغربى المطلق لإسرائيل.

صحيح من حق أمريكا وأوروبا أن تتعاطف مع إسرائيل وأن تدعمها سياسيًا واقتصاديًا لأسباب، كما ذكر أحد المؤرخين الفرنسيين إلى كونها تمثل رمزية للعالم الغربى الحر، لكن أن يصل الأمر إلى عدم رؤية أن هناك ١٠ آلاف قتيل من الجانب الفلسطينى، بينهم ٤ آلاف طفل وأكثر من ألفى سيدة، واعتبار أن من قتلهم هو حماس، لأنهم يأخذون المدنيين دروعًا بشرية، فى حين لم ير مواطن واحد فى العالم أى عنصر لحماس يختبئ خلف المدنيين، سواء فى المستشفيات أو وسط المبانى السكنية.

دعم إسرائيل فى السياسة والاقتصاد وحماية أمنها باعتبارها «نموذجا غربيا»، أمر مفهوم فى عالم السياسة، إنما تشجيعها على القتل وتبرير الاعتداءات التى تجرى والتى جعلت رجلًا مثل أمين عام الأمم المتحدة يطالب بوقف فورى لإطلاق النار، لأن عدد موظفيه الذين قتلوا فى هذا العدوان فاقوا أى رقم فى أى صراع سابق منذ إنشاء الأمم المتحدة.

تعميق الفجوة بين الغرب والعالمين العربى والإسلامى ومعهما معظم دول الجنوب (التى لم تُصَب بداء اليمين القومى المتطرف مثل الهند) وخاصة فى أمريكا الجنوبية وإفريقيا وكثير من الدول الآسيوية وعدد من الدول الأوروبية التى لم يكن لها تاريخ استعمارى كبير، وبين العالم الغربى الاستعمارى أصبح واضحًا وخطيرًا بحيث أصبحنا فعلًا أمام عالمين.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمان عالمان



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab