«يناير» العظيمة

«يناير» العظيمة

«يناير» العظيمة

 عمان اليوم -

«يناير» العظيمة

عمرو الشوبكي

ستبقى ثورة 25 يناير الحدث الأعظم فى تاريخ مصر المعاصر، فلأول مرة منذ أن أسس محمد على الدولة الوطنية الحديثة، ينجح الناس فى إسقاط الحاكم الفرعون من خلال ثورة شعبية، بعد أن كانت تجارب التغيير كلها تأتى من داخل الدولة ومن قمة الهرم السياسى، وأصبح الناس بعد يناير رقما فى معادلة الحكم فى مصر، حتى لو أخطأوا أحيانا، فتلك سمات التحولات الكبرى التى لن يوقفها أحد.

«يناير» يرفضها البعض، لأن هناك بعض مَن تحدثوا باسمها اعتبروها فرصة للاحتجاج والتحريض الدائم، واستدعوا من متاحف التاريخ نظريات ثورية انتهت من كل تجارب النجاح، وبالنسبة للإخوان كانت «يناير» فرصة للتمكين والقفز على السلطة، وكانت بالنسبة لثوار بعد الثورة من أصحاب الأيادى الناعمة فرصة للوجاهة الاجتماعية وتحويل الثورة النبيلة إلى مهنة، بعد أن خرسوا فى عهد مبارك حين كان للرفض والمعارضة ثمن، أما بالنسبة للملايين التى نزلت من أجل الحرية والكرامة والعدالة فهؤلاء غيَّروا بـ«يناير» العظيمة وجه مصر، ووضعوها على أول الطريق الصحيح، حتى لو تحمل مَن جاءوا إلى السلطة- عقب رحيل مبارك- مسؤولية إرجاعها إلى ما قبل الطريق الصحيح.

«25 يناير» صاحبة الشرعية الأساسية فى كل ما جرى بعدها، فلا تقُلْ لى إنك كان يمكن أن تصل لـ«يونيو» دون أن تمر عبر «يناير» ولا تقُلْ إن الأخيرة هى التى أوصلت الإخوان للسلطة، إنما أوصلهم مبارك الذى تركهم ينمون ويترعرعون فى عهده ويصبحون أكبر تنظيم فى البلاد.

«يناير» هى ملايين الشباب الذين لم يُلقوا حجرا على منشأة، ولم يتحرشوا بفتاة، وخرجوا يوم 28 يناير من مسجد الاستقامة فى الجيزة وهم يرددون شعارات العيش والحرية والكرامة، حتى لو اختار الإخوان أن يرسلوا رجالهم لحرق أقسام الشرطة، فإن الملايين ظلت ترفض الظلم بالكلمة النارية وليس السلاح النارى، وبرحيل مَن بقى فى السلطة 30 عاما وأراد أن يورِّثها لنجله.

«يناير» هى 18 يوما من الصمود السلمى فى وجه سلطة سياسية بقيت راكدة 30 عاما، وجاءت «يناير» وقالت لا كرامة ولا عدالة بدون حرية، وقبل الناس التدرج فى التغيير، وأعلنوا إيمانهم بالدولة الوطنية، ووثقوا فى جيشهم الوطنى ضامنا وحاميا للمرحلة الانتقالية.

أخطاء المجلس العسكرى جسيمة، فوصل الإخوان تحت إشرافه للسلطة فى انتخابات حرة دون أن يُلزمهم بدستور ولا بقواعد قانونية من أى نوع، وتحملت «يناير»- ظلما- هذا الوصول بدلا من إرث مبارك والإدارة السياسية الفاشلة.

وجاءت «يونيو»، ولولا «يناير» لما جاءت «يونيو» ولما جاء قادتها إلى الحكم، ولظل عواجيز مبارك يقتسمون السلطة مع شلة التوريث حتى الآن، ومع ذلك شُنَّت حملة سياسية وأمنية هى الأسوأ على ثورة يناير والمنتمين لها.

«يناير» ليست لها علاقة بالإرهاب، حتى لو كان عنوانه ولاية سيناء أو العقاب الثورى، و«يناير» ليس لها علاقة بالفشل الحكومى وسوء الأداء، فهى مسؤولية مَن فى الحكم وليس مَن فى المعارضة، و«يناير» ليست لها علاقة بمَن تاجروا باسمها أو مَن انقلبوا عليها، فهى لحظة عظيمة فى تاريخ هذا الشعب استمرت فى الاتجاه الصحيح 18 يوما، وتعثرت فى تحقيق أهدافها، بسبب غياب القيادة والبديل المقبول لدى أغلبية الشعب سواء جاء هذا البديل من ميادين التحرير أو من داخل الدولة.

ستبقى «يناير» هى الحلم الكبير والبوصلة الغائبة بأن هذا المجتمع قادر إذا أراد فى يوم من الأيام على بناء دولة القانون والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

omantoday

GMT 06:06 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

العبور إلى الضفة الأخرى

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,21 شباط / فبراير

الإمام أحمد الطيب !

GMT 05:31 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

مؤتمر أسوان للشباب

GMT 06:09 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

يوم لهم .. ثم عليهم

GMT 06:26 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

نهاية الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يناير» العظيمة «يناير» العظيمة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab