أسئلة البرلمان مسؤولية السلطة 3

أسئلة البرلمان: مسؤولية السلطة (3)

أسئلة البرلمان: مسؤولية السلطة (3)

 عمان اليوم -

أسئلة البرلمان مسؤولية السلطة 3

عمرو الشوبكي

هل أسقطت السلطة كاتب هذه السطور؟ سؤال طرحه بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، بعضهم قاله بمنطق التشفى على اعتبار أنى كنت مؤيداً لها ولكنها «ركلتنى» وأسقطتنى لصالح رجالها المطيعين، والبعض الآخر قالها بمنطق مدنى إصلاحى، معتبراً الحملة الإعلامية الممنهجة التى استهدفتنى من قبل بعض الإعلاميين والمرشحين دليلًا على أن السلطة السياسية والأمنية كانت وراءها.

ورغم أنى أعتبر نفسى مؤيداً لمسار 30 يونيو، وأحد الذين ساهموا فى صناعته، ولم أكن مؤيداً لأى سلطة، وأن عينى كانت دائما على المجتمع بما له وعليه، ولا أعتبر نفسى من ضمن زمرة النضال الإلكترونى التى لا ترى إلا عيوب السلطة وتنسى اختيارات المجتمع، وكذلك لم أعتبر نفسى ممن يطبلون لأى سلطة على اعتبار أنها مصدر المن والمنح، وكل خياراتى منذ ثورة يناير وحتى الآن كانت الترشح فى الانتخابات والاعتذار بالكامل عن كل المناصب التنفيذية التى عرضت على.

والحقيقة أن السقوط والنجاح فى الانتخابات حكمه بشكل أساسى وليس الوحيد أصوات الصندوق النزيهة وتصويت الناس، وأن الفارق الجوهرى بين انتخابات 2010 و2015 أن فى الأولى السلطة زورت بشكل مباشر الانتخابات وقامت بتسويد مئات الآلاف من البطاقات واختارت من ينجح ومن يسقط، حتى أصبح من الصعب وصفها بالانتخابات. أما الانتخابات الأخيرة فلم يحدث فيها تزوير داخل الصندوق، وهو مكسب كبير على الجميع التمسك به، والمعضلة الأساسية كانت فيما سبق ووصفناها مرارا وتكرارا بحياد السلطة السلبى، بل وربما تواطئها مع بيئة انتخابية مليئة بالعوار والمثالب وتساعد على نجاح نوعية من المرشحين لا يعبرون بالضرورة عن أغلب الناس حتى لو اختارهم قطاع من الناس.

فالفارق بينى وبين المرشح الفائز كان 600 صوت، وكان يمكن أن أنجح رغم هذه الحملة الإعلامية المنظمة، لأن الناس أصبحت رقماً فى المعادلة الانتخابية لا يمكن تجاهله، وهو أمر تكرر فى دوائر أخرى، فأحمد عيد على سبيل المثال لم ينجح فى دائرة إمبابة بفارق 200 صوت وهيثم الحريرى نجح باكتساح فى الإسكندرية وكلاهما من وجوه يناير.

السلطة السياسية لم تتدخل بشكل مباشر فى صندوق الانتخابات، وهناك هامش ولو محدود لايزال يمكن التحرك فيه، ولكنه يتطلب مناضلين حقيقيين على الأرض لا مدعى ثورية على «فيسبوك» ولا أصحاب أيادٍ ناعمة لم يحاولوا تغيير الواقع بأى جهد أو مبادرة، واكتفوا بالسخرية من الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة.

يقينا السلطة مسؤولة عن الجرائم التى ارتكبها بعض الإعلاميين والمنافسين وصعبت من مهمة أى مرشح مستقل لا ترضى عنه الأجهزة الأمنية، فعليه إقناع الناخبين (الذين غاب معظمهم للأسف) ببرنامجه الانتخابى ورؤيته السياسية، وأيضا مواجهة الحملات الإعلامية المنظمة والبعيدة عن الحد الأدنى من المهنية وقيم الشرف والنزاهة.

صحيح أن الوضع الاجتماعى والسياسى صعب ويعانى من أزمات عميقة، ولكن ليس مستحيلاً تغييره وإصلاحه، وأن من يرى أن هناك وجوهاً قبيحة وأشكالاً ضالة نجحت باعتبارها مدعومة من السلطة عليه ألا ينسى أن هناك من اختارهم فى انتخابات إجراءاتها نزيهة، وأن الاكتفاء بالبكاء على تحيزات السلطة دون أى احترام لاختيارات جزء من الناس، ومحاولة فهمه وتغييره، هو تكريس للعجز والفشل والاستسلام للنضال الإلكترونى المريح.

لقد حاولت محاولة أخيرة فى معركة لم أكن أنوى بداية خوضها إلا بعد أن انسحب كل من كانوا قادرين على منافسة من نجحوا، ويقيناً سيستكمل المحاولة جيل مدنى إصلاحى جديد عينه على المجتمع قبل السلطة، وسيسعى لبناء نظام ديمقراطى ودولة عادلة.

أما الصديقان العزيزان (د. إيمان عبدالغنى والأستاذ نعيم إسكندر) اللذان شعرا بتأنيب الضمير لأنهما كانا من أكثر من طالبونى بالترشح، فالمؤكد أنهما اجتهدا مثلى وهو اجتهاد لو أصاب له أجران ولو أخطأ يظل له أجر واحد.

omantoday

GMT 21:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 21:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 21:53 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الهُويَّة الوطنية اللبنانية

GMT 21:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

عقيدة ترمب: من التجريب إلى اللامتوقع

GMT 21:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات تواجه مؤتمر «كوب 29» لمكافحة التغير المناخي

GMT 21:50 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بين الديمقراطيين والجمهوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة البرلمان مسؤولية السلطة 3 أسئلة البرلمان مسؤولية السلطة 3



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab