تحذيرات هيكل 22

تحذيرات هيكل (2-2)

تحذيرات هيكل (2-2)

 عمان اليوم -

تحذيرات هيكل 22

عمرو الشوبكي

هناك بعض الفضائيات تمارس دور الأحزاب، هكذا تحدث الأستاذ هيكل عن أحد مظاهر الأزمة المجتمعية الفريدة فى مصر، فقضية الإعلام لا تتعلق فقط بغياب أى قواعد مهنية تضبط عمله، إنما تصور البعض أن مهمة الإعلام صنع السياسة وتلك كارثة كبرى، لأن النجاح فى الإعلام لا علاقة له بالنجاح فى الواقع وحل مشاكل ضعف الأحزاب والعمل الأهلى.

الفكرة الثانية اللافتة فى حوار هيكل جاءت فيما ذكره عن حديث أستاذ العلوم السياسية الفرنسى، جون لوكا، الرجل الذى عرفته أثناء دراستى فى باريس وذاع صيته فى العالم كله، ولأنى كنت أدرس فى قسم العلوم السياسية بجامعة «السوربون»، وهو أستاذ فى مكان آخر «منافس»، هو معهد الدراسات السياسية، فعرضت عليه أن أحضر محاضراته كمستمع حر

auditeur liber وهو نظام يسمح لكل من يدرس فى أى جامعة حضور أى محاضرة دون أى مصاريف تسجيل جديدة، وبعد استئذان الأستاذ الخاص بالمادة، رحب الرجل بود خالص وقضيت عاماً كاملاً أحضر كل يوم ثلاثاء (على ما أذكر) ساعتين فى مادة الفكر السياسى من أعمق ما تعلمت، وكان وقتها قد اقترب من سن التقاعد.

والآن الرجل فى الخامسة والسبعين من عمره ولم يقل له أحد توقف عن الكلام لأنك رجل كبير، أو إنك تكتم على نفس الأجيال الأصغر، فهذا النوع من حجج الفشلة يمكن تفهمه فى حال بقى من فى هذه السن فى موقع تنفيذى، أما أن يتكلم ويكتب وينتح كجون لوكا أو هنرى كيسنجر (اقترب من التسعين عاماً) وغيرهما فلا يجرؤ أحد أن يطالبهم بالصمت لأنهم تقدموا فى العمر.

جملة جون لوكا رائعة ومعبرة أن «مصر محشورة بين العميق وبين الضرورى»، العميق هو الموروث الذى لا يمكن أن تتخلص منه، والضرورى هو العصر الذى لا يمكن الابتعاد عنه، وفى هذه اللحظة عليها أن تبحث ما الذى يجب مراجعته؟

والحقيقة أن سؤال المراجعة فى غاية الأهمية وسبق أن تكرر بعد دعوة الأستاذ هيكل فى 2009 لتغيير نظام مبارك من داخله وتحت إشراف الرئيس والجيش، وكل من رفض وقتها الإصلاح دفع ثمناً باهظاً بعدها، وعلى رأسهم حسنى مبارك نفسه حين بقى فى محبسه 3 سنوات بعد أن قضى ثلاثين عاما فى قصور سلطة مطلقة.

وكل من رفض إشراف الجيش ودخوله فى شراكة مع القوى المدنية الإصلاحية دفع بعدها ثمناً باهظاً لأنه وجد أن مصر تحكم دون أى وسيط سياسى أو حزبى من أى نوع وبدور مباشر لمؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية.

والمؤكد حين يثور شعب على الظلم والفساد دون أن يمتلك مشروعا بديلا ولا قيادة بديلة فتأكد أن العودة لما هو أسوأ من النظام القديم تكون واردة فى معظم الأحيان، لأن أى فوران شعبى هدفه فقط إسقاط ما هو موجود دون الاتفاق على ما يريد بناءه، يعنى فى جانب رئيسى منه وضع البلاد أمام خطر الفوضى والتفكك، وهو ما دفع تيارا واسعا بين الناس إلى اعتبار مواجهة الفوضى الثورية غاية، والقبول بأى نظام مهما كان سيئا هدفا طالما أن قبله كلمة نظام.

والحقيقة أن الناس سرعان ما تكتشف أن قبول أى نظام أمر غير مرضٍ، فى حين أن بعضاً من الحكم ومعهم تيار مؤثر فى الشارع المصرى يكتفى بالدفاع عن أى نظام وأى دولة ويرى أن وجودهما هو كل النجاح.

والحقيقة أن رسالة هيكل التحذيرية حول هذا الموضوع ذات دلالة، وهى تقول باختصار إن هناك تياراً ليس بالقليل متململاً، وإن النظام يحتاج إلى ثورة من داخله، فهل يمكن وكيف؟ يبقى هذا حديث الغد.

omantoday

GMT 19:15 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 19:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 19:12 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

GMT 19:11 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:09 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نظرة على الأزمة السورية

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بلاد الشام... في الهواء الطلق

GMT 19:07 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: بدء موسم المبادرات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذيرات هيكل 22 تحذيرات هيكل 22



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab