مكرم محمد أحمد
سوف تدخل الانتخابات الرئاسية القادمة التاريخ باعتبارها واحدة من أكثر الانتخابات المصرية نزاهة وشفافية، يراقبها لاول مرة ممثلون عن الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة والاتحاد الافريقي وممثلون عن المنظمات الحقوقية الوطنية.
وثمة امال كبيرة في ان تكون هذه الانتخابات بداية لمرحلة جديدة ينتفي منها كل محاولات تزوير الارادة الشعبية، خاصة ان تاريخ الانتخابات المصرية في المجمل حافل بالتزوير وتسويد بطاقات التصويت قبل ان تفتح اللجان!، ولم يقدم سوي امثلة جد محدودة لانتخابات نزيهة رغم ممارسة المصريين لحق الانتخاب منذ عقود بعيدة!.
وتقطع دلائل عديدة بان هذه الانتخابات يمكن ان تمثل منعطفا جديدا في حياة المصريين السياسية، اولها ان المصريين اختلفوا كثيرا بعد ثورة يناير، ولم يعودوا يقبلون كل صور الظلم والطغيان وتزييف الارادة، وثانيها ان مصر بحكم الموقع والتاريخ والمصالح المتبادلة جزء من عالم جديد متشابك مفتوح السماوات، تضعف فيه حواجز الجغرافيا عن منع تواصل الشعوب تهب عليه رياح الحرية، وتحكمه حريات نقل الافراد والاموال والافكار دون عوائق كبيرة، وثالثها ان مصر جربت كل صور الحكم الشمولي الديني وغير الديني، ولم يعد امامها سوي طريق الديموقراطية تسانده غالبية المصريين.
والواضح من وقائع الانتخابات الرئاسية انها تمضي قدما علي نحو جيد، لا يخالطها عوار شديد باستثناء بعض الهنات المحدودة، وان كلا من حملتي المرشحين السيسي وصباحي تمضي في اطار المنافسة المشروعة لا يشوبهما العنف او التنابذ،واظن ان الحضور الكثيف المتوقع يوم الانتخابات سوف يكون احد الضمانات المهمة لتحقيق امنها وسلامتها، لانه في ظل حضور الجماهير الحاشدة يصبح ضربا من الجنون ان يحاول البعض ممارسة العنف او يمنع هذه الجماهير من الوصول إلي صناديق الانتخابات، وما من شك ان نجاح الانتخابات الرئاسية سوف يجعل المصريين اكثرثقة بقدرتهم علي انجاز انتخابات برلمانية نزيهة رغم ضعف الحركة الحزبية وهزالها، وعدم وجود حزب يشكل ظهيرا سياسيا لمرشح الاغلبية الشعبية.