مكرم محمد أحمد
حسنا أن أعلن المشير السيسى أنه لن يشكل حزبا سياسيا لانه يفضل ان يكون رئيسا لكل المصريين، وتكفيه المساندة الشعبية من جانب أغلبية الشعب ظهيرا سياسيا حقيقيا، يساعده على النهوض بمصردولة قوية تستطيع ان تحمى إرادتها الوطنية، وتطلق خطة تنمية طموحة تستهدف القضاء على العوز، وتحسين جودة حياة المصريين، خاصة الفئات الاقل قدرة فى غضون فترة زمنية لا تتجاوز فترة حكمه الاولي.
ولأن من فضائل الدستورالجديد انه لا يعطى للرئيس المنتخب أكثر من فترتين للحكم، فربما يكون الخيار الأصلح للمشير السيسى ان حقق الفوز فى الانتخابات الرئاسية القادمة، ان يستثمر فترتى حكمه للنهوض بالدولة الجديدة، وتحصين جبهتها الداخلية بما يمكنها من الصمود فى وجه أنشطة تآمرية متوقعة!، وحشد كل القوى الوطنية وراء خطة تنمية شاملة تصبح الشاغل الاساسى لجميع المصريين، ووضع البنية الصحيحة لنظام حكم رشيد يبنى على ما تحقق من انجازات، ويتعلم من اخطائه السابقة، ويقدرعلى اجتثاث الفساد اولا بأول، ويهيئ المناخ الصحيح لإقامة ديمقراطية متكاملة تلتزم أحكام الدستور.
وقد يكون من المفيد للرئيس فى هاتين الفترتين أن يكون بالفعل رئيسا لكل المصريين وحكما بين السلطات لا يشغل نفسه ببناء حزب جديد، يمكن ان يصبح عبئا على الحكم، خاصة ان بناءه يتم فى السلطة، بحيث يكرس الرئيس جهده الاعظم لتهيئة المناخ الصحيح لقيام ديمقراطية متكاملة، توازن بين مطالب الاستقرار وضرورات الحفاظ على حريات التعبير والاعتقاد والبحث العلمي، ويوسع من نطاق حركة الاحزاب المدنية، ويوفر للمرأة والشباب فرص المشاركة فى صنع القرار على مختلف المستويات.
وأظن ان توازن السلطات فى الدستور الجديد مع كل الضمانات التى تكفل عدم العودة إلى حكم الفرد المستبد، لايعوق قدرة الرئيس المنتخب على ان يفتح لمصر طريقا رحبا للتقدم، يشارك فى توسعته احزاب مدنية ومنظمات أهلية قوية تحرس الديمقراطية، وتقدر على استيعاب قوى الشباب، وتقدم للمجتمع فكرا جديدا يقطع دابر الارهاب ويجتث جذوره.