مكرم محمد أحمد
لا يبدو أن الحرب فى اليمن سوف تتوقف قريبا رغم اعلان السعودية المفاجئ الأسبوع الماضى وقف عملية عاصفة الحزم، وبدء عملية جديدة تمهد لتسوية سلمية للأزمة اليمنية، تستعيد الأمل فى سلام اليمن واستقراره وتعالج جراحه العديدة التى نتجت عن الحرب، لكن الواضح أن الحوثيين رأوا فى وقف عاصفة الحزم فرصة لمد وجودهم العسكرى!، والاستيلاء على مواقع جديدة أهمها قوة اللواء35 فى مدينة تعز.
الأمر الذى دفع السعوديين الى الرد بعنف، ولا تزال المعارك تدور بين أنصار الجانبين فى عدن ومناطق أخرى عديدة، رغم تفاقم أزمات شح المؤن والغذاء، وانقطاع الكهرباء بالكامل، وقلة مياه الشرب، والنقص الحاد فى الدقيق والخبز، مع استمرار قطع الطرق الرئيسية واغلاق المطارات والموانئ فى بلد يعتمد فى 90% من غذائه على الاستيراد من الخارج!، فضلا عن تدهور الأوضاع الصحية ووقف العمل فى غالبية المستشفيات لانعدام الكهرباء والطاقة.
وسط هذا الوضع الكارثى يحاول تنظيم القاعدة استثمار الفرصة والتمدد فى عدد من ولايات الجنوب اليمنى، أهمها المكلا عاصمة حضرموت وشبوة وأبين كما يحاول تنظيم داعش تأكيد وجوده فى العاصمة صنعاء، ويدعو كافة الجماعات المتطرفة الى الزحف على العاصمة اليمنية لقتال الحوثيين، ولا يبدو واضحا فى الأفق القريب ما يشير الى مبادرات سلمية ناجحة بسبب عناد الحوثيين واصرارهم على البقاء فى مواقعهم والاحتفاظ بأسلحتهم الثقيلة، واعتقادهم بأن اعلان وقف عملية عاصفة الحزم يمثل انتصارا لهم سوف تتبعه ضغوط المجتمع الدولى على السعودية لالزامها السماح باستئناف امدادات المؤن والغذاء الى مواقعهم!
ومع غموض الدوافع وراء الوقف المفاجئ لعاصفة الحزم، الا أن الأزمة اليمنية تدخل طورا خطيرا، حيث تزداد حدة المواجهات المسلحة فى الجنوب بين الحوثيين والسكان الذين ينتمى غالبيتهم الى الشوافع بصورة تنذر بحرب طائفية!، بينما يشتد التوتر فى مناطق الحدود السعودية اليمنية فى الشمال، ويحاول الحوثيون تقليب القبائل الزيدية على السعودية بسبب الدمار الشديد الذى أصاب الكثير من المواقع، ويزيد من تعقيد المشهد محاولات ايران استعراض قوتها العسكرية فى طابور عرض عسكرى ضم صواريخ متوسطة المدى تماثل صواريخ اس300 الروسية، اضافة الى ارسال تسع سفن تؤكد تقارير البحرية الأمريكية أنها تحمل امدادات ومؤن للحوثيين تجوب المياه الدولية قريبا من الساحل اليمنى!