مكرم محمد أحمد
إن كان حال السياحة فى مصر يمكن أن ينصلح إذا انصلح حال السياحة فى شرم الشيخ، يصبح من واجب الحكومة أن تنتقل فورا إلى المدينة بكامل هيئتها لتبحث على أرض الواقع المشاكل التى تحول دون أن تستعيد شرم الشيخ جاذبيتها ورونقها كأجمل مدينة فى العالم، تستحق اهتماما داخليا فائقا لأنها الدجاجة التى تبيض ذهبا، وتستحق حملة دعائية عالمية تشدد على الفصل بين المدينة وما يجرى فى شمال سيناء بما يجعل شرم الشيخ آمنة بنسبة مائة بالمائة.
وبرغم الجهد الرائع الذى بذله المصريون كى يجعلوا من هذا الموقع الجغرافى الفريد عند نقطة التقاء خليجى العقبة والسويس واحدا من أهم مقاصد سياحة الشواطئ والغوص فى العالم أجمع، لاتزال شرم الشيخ أرضا بكرا لم تكشف بعد كل مكنون جمالها رغم قراها السياحية فائقة الجمال وثرواتها البحرية الفريدة التى تضم حدائق مذهلة لعديد من الشعب المرجانية تحوى مئات الأنواع من الأسماك الملونة تخلب العين وتدعو إلى التأمل والتفكر فى خلق الله تبارك صنعه، فضلا عن جبالها المتنوعة الألوان التى تصنع مع البحر لوحة فريدة تبارك خالقها ومبدعها.
لأنه على مسافة كيلو مترات محدودة من مدينة شرم الشيخ يوجد دير سانت كاترين أشهر أديرة العالم بتراثه التاريخي، يحوى كنوزا وتحفا ثقافية مذهلة، كما يوجد جبل موسى والوادى المقدس طوى وحمام فرعون وعيون موسي، الأماكن التى نزلت فيها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر وكلها مزارات سياحية فريدة لم نحسن استثمارها بعد، يخطط المحافظ خالد فودة لاحتفال عالمى ضخم بعيد ميلاد القديسة كاترين فى نهاية ديسمبر القادم يكون فاتحة الاهتمام بالسياحة الدينية فى سيناء، يدعواليه شيخ الأزهر وأسقف كنيسة كانتربرى وأحد حاخامات اليهود المعتدلين، يذكرون العالم بلقاء الأديان الثلاثة على ارض سيناء،كما ينظم خلال هذه الاحتفالات رحلات حجيج لدير سانت كاترين لأقباط مصر تحيى رحلتهم القديمة إلى الدير التى كانت تعقب دائما زيارتهم للقدس.
ولا يقل أهمية وخطورة عن ذلك، المشروع الذى وقعه المحافظ مع د/ جمال سند السويدى رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية لدولة الإمارات، لإنشاء مكتبة عالمية جامعة فى شرم الشيخ ،تكون فرعا لمركز الدراسات، تتخصص فى جغرافية سيناء والبحر الأحمر وثرواته البحرية، بحيث تصبح المكتبة مرجعا لكل الدراسات الجيولوجية والأمنية والتاريخية والسياسية لهذه المنطقة التى تضم البحر الأحمر وباب المندب ويتعلق بها أمن الخليج وأمن الشرق الأوسط يقصدها الباحثون من كل أرجاء العالم.