مكرم محمد أحمد
لا يبدو ان الكونجرس الذى يسيطر الجمهوريون على مجلسيه سوف يكون أقل شراسة فى معارضة اتفاق التسوية النهائية للملف النووى الايراني، خاصة إذا انضم إلى الجمهوريين حفنة من الديمقراطيين تشق صفوف معسكر أوباما.
وبرغم ان الرئيس الامريكى يعتقد ان الاتفاق أغلق الطرق الاربعة على إيران، بما يجعل حصولها على السلاح النووى فى ظل ضمانات الاتفاق أمرا شبه مستحيل،وقلل عدد اجهزة الطرد المركزى فى معامل إيران النووية من 19ألف جهاز إلى 6آلاف،وألزم إيران خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى حدود 300 كيلو بدلا من 10اطنان وتصدير الباقى إلى روسيا، كما وضع نظاما صارما للتفتيش الدولى على جميع مواقع إيران النووية يمنعها من تخصيب اليورانيوم إلى اكثر من 3.07 درجة، ويلزمها تغيير قلب مفاعل إراك الذى يعمل بالماء الثقيل وتبديل نظامه وهندسته تحت إشراف دولي، بما يمنعه على نحو قاطع من تخصيب اى كميات من البولوتونيوم لصنع سلاح نووي، كما فتح الاتفاق جميع منشآت إيران النووية للتفتيش المفاجيء بما فى ذلك بعض المواقع العسكرية بإذن خاص،
برغم هذه التنازلات الايرانية الضخمة يعتقد غالبية الجمهوريين ان أوباما أنجز إتفاقا سيئا يلزم الولايات المتحدة وحلفاءها رفع جميع العقوبات المالية والبترولية قبل نهاية هذا العام، من خلال قرار يصدرعن مجلس الامن يرفع الحظر عن تجارة إيران البترولية ويزيل القيود عن أرصدتها المجمدة فى بنوك الغرب، فضلاعن ان الاتفاق يطلق يد إيران فى برنامجها النووى بعد 15عاما، تحدث وتطور وتضيف دون اية قيود غربية!.
ولهذه الاسباب يتربص الجمهوريون شرا داخل الكونجرس بالاتفاق، بدعوى انه سوف يطلق سباق التسلح النووى فى الشرق الاوسط، ويتيح لطهران ان تحتفظ بمعظم العناصر الاساسية لبرنامجها النووى التى تمكنها من ان تكون دولة حافة نووية، ويفك عنها قيود حظر استيراد الأسلحة بعد 5سنوات وقيود استيراد تقنيات الصواريخ البلاستيكية بعد 8 أعوام. ومع ذلك تعتقد إدارة اوباما انها سوف تنجح فى تمرير الاتفاق حتى لو أضطر الرئيس اوباما إلى استخدام حق الفيتو لوقف محاولات الجمهوريين ان يكون التصويت على الاتفاق باغلبية الثلثين وليس بالأغلبية البسيطة، وتؤكد كل التكهنات ان الكونجرس سوف يشهد معركة حامية على امتداد 60يوما يخوضها أوباما لأنه يعتبر الاتفاق اهم إنجازات فترتى رئاسته.