مكرم محمد أحمد
ما من شك أن الإنجاز الباهر لمؤتمر شرم الشيخ أوجد حالة فرح غامر بين جميع فئات الشعب المصرى، ورفع سقف توقعاتهم وأمالهم فى غد أفضل الى حدود جد عالية،
خاصة مع اعلان رئيس الوزراء ابراهيم محلب أن حجم الاستثمارات المباشرة يمكن أن يتجاوز 60مليار دولار، اضافة الى 12مليار دولار استثمارات جديدة من السعودية والامارات والكويت، ولابأس المرة من أن يفرح المصريون ويزدادون تفاؤلا، فمن حقهم أن يفرحوا بعد طول انتظار، لكن ما ينبغى أن يكون واضحا للجميع، أن ثمار هذه الإنجازات لن تتحقق بين يوم وليلة، لأن تنفيذ برامج ومشروعات التنمية يأخذ وقتا، كما ان هذه الأموال معظمها قروض واجبة السداد فى مواعيد محددة وليست هبات أو معونات، يتطلب سدادها أن يضاعف المصريون عملهم مرات ومرات، ويبذلوا المزيد من الجهد والعرق لأن نيل المطالب لا يتحقق بالتمنى، كما قالت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولى فى كلمتها أمام المؤتمر مستشهدة بأغنية أم كلثوم.
وأظن أن على كل مواطن مصرى أن يعرف أنه مسئول عن النتائج، ومن واجبه أن يعمل ويتابع وينبه الى الأخطاء والمخاطر والمفاسد، ويكبح جماح المطالب الفئوية، وكذلك الأمر مع الحكومة التى يدخل ضمن مسئولياتها الصدق مع النفس وعدم المبالغة، ودقة التنفيذ وحسن المتابعة، ودوام استقرار واستمرار السياسات الاقتصادية والمالية دون تغيرات مفاجئة، والتشديد على الشفافية وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد، والتزام الجميع بحكم القانون ابتداء من رأس الحكم الى جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى وجميع المواطنين دون تمييز، وإعادة الاعتبار لقيم الانضباط والعمل والإتقان، وقطع دابر التسيب والاهمال من خلال جزاءات رادعة ودعم المواطنين لجهود الدولة فى محاربة الارهاب، خاصة أن ثمة توقعات شبه مؤكدة بأن تحاول جماعات الارهاب تصعيد عملياتها التخريبية بهدف استنزاف حالة التفاؤل والفرح التى تغمر المصريين بعد انعقاد المؤتمر، الأمر الذى يتطلب المزيد من اليقظة من جانب المواطنين فى الشارع والمكتب ومختلف مرافق الدولة، كما يتطلب من القائمين على شئون الأمن المزيد من اليقظة ومحاربة الاسترخاء، وسد كل الثغرات التى ينفذ منها المخربون من خلال خطط أمن محكمة تسد الطرق على الإرهاب.